ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، اليوم الأربعاء، أن قاربًا صغيرًا يقل أكثر من 40 مهاجرًا غرق قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لإنجلترا، وسط طقس شديد البرودة، مما أسفر عن وفاة عدد من الذين كانوا على متنه.
وأكد مسؤولو الحكومة والطوارئ في بريطانيا وقوع الحادث، وأفادوا بأن قوارب النجاة وطائرات الهليكوبتر وفرق الإنقاذ تعمل حاليًا مع القوات البحرية الفرنسية والبريطانية، للاستجابة للحادث الذي وقع في نحو الساعة 3:40 صباحًا في المانش الإنجليزي.
إنقاذ 43 شخصًا
وذكرت محطة "إل.بي.سي" الإذاعية البريطانية إنقاذ 43 شخصا، وأن عددًا قليلًا لقى حتفه.
وتعرضت بريطانيا لموجة من درجات الحرارة المنخفضة، الأسبوع الماضي، مما أدى إلى تساقط الثلوج في بعض أنحاء البلاد، وسجلت درجات الحرارة درجتين مئويتين في إحدى المدن القريبة.
وتبحر القوارب الصغيرة، التي غالبًا ما تكون مطاطية، بانتظام عبر القنال الإنجليزي لنقل المهاجرين من فرنسا إلى بريطانيا.
حكومة سوناك تتابع
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: "نحن على علم بوقوع حادثة في مياه المملكة المتحدة، وتدعم جميع الوكالات ذات الصلة استجابة منسقة"، "سيتم توفير المزيد من التفاصيل في الوقت المناسب".
على الرغم من درجات الحرارة المنخفضة، أبحر أكثر من 500 مهاجر برحلة محفوفة بالمخاطر في قوارب صغيرة، منذ عطلة نهاية الأسبوع، حيث استغل المهربون الذين ينظمون المعابر الرياح المنخفضة والبحار الهادئة.
عملية إنقاذ
تجمعت سيارات الإسعاف وطواقم الطوارئ على رصيف الميناء في ميناء دوفر للتعامل مع حادث غرق الأربعاء.
وقالت وسائل إعلام بريطانية: إن بعض الأشخاص نُقلوا إلى مستشفى في أشفورد بولاية كنت، لكن لم يُعرف ما إذا كانوا ناجين أم من القتلى.
حادث مقلق
وقالت سويلا برافرمان، وزيرة الداخلية البريطانية، على تويتر: "إنني على علم بحادث مقلق في القناة هذا الصباح ويتم إعلامي باستمرار، بينما تستجيب الوكالات بشكل عاجل وتثبت الحقائق كاملة".
وأضافت: "أفكاري القلبية مع جميع المعنيين".
وصول 40 ألف مهاجر
ووصل أكثر من 40 ألف شخص، وهو رقم قياسي، إلى بريطانيا في هذا العام عبر هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر، مما أثار التوترات مع فرنسا.
وأظهرت البيانات التي جمعها مشروع المهاجرين المفقودين، أن 205 مهاجرين لقوا حتفهم أو فُقدوا في القنال الإنجليزي منذ عام 2014.
أسوأ حادث
وفي أسوأ حادث مُسجل من هذا النوع، تُوفي 27 شخصًا في أثناء محاولتهم عبور القنال، بزورق مطاطي، نوفمبر 2021.
ويأتي حادث اليوم بعد ساعات من إعلان ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، خططًا لتشديد القوانين، لمنع القوارب الصغيرة من عبور القنال ومنع المهاجرين من البقاء داخل البلاد.
وقال "سوناك": إن الحكومة تبعث رسالة مفادها أنه "طفح الكيل"، وأن الشعب البريطاني له "الحق في الشعور بالغضب"، بعد الإخفاقات المتكررة في معالجة هذه القضية.
موقف أكثر صرامة
أظهرت استطلاعات الرأي أن عدم قدرة الحكومة على وقف وصول الشباب في كثير من الأحيان عبر القوارب الصغيرة، يمثل إحباطًا كبيرًا لكثير من الناخبين، خاصة بعد تصويت البلاد على مغادرة الاتحاد الأوروبي، حتى تتمكن من السيطرة بشكل أفضل على حدودها.
قالت الحكومة، وفقًا لرويترز: إن هناك حاجة إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة لردع الناس عن المخاطرة بحياتهم، وكسر نموذج الأعمال الخاص بالمتجرين بالبشر الذين يرتبون الرحلات بتكلفة باهظة.