عبّر ممثل دولة الجزائر في مجلس الأمن عن شكره لأعضاء المجلس على المرونة والعمل البنّاء الذي مكنهم، اليوم الاثنين، من اعتماد قرار طال انتظاره، يطلب بوقف إطلاق النار في غزة فورًا من أجل وضع حد للمجازر المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر، تعرض خلالها الشعب الفلسطيني لكل أشكال المعاناة والعذاب بأشكال بشعة.
يأتي ذلك بعد تبنى مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الإثنين، قرارًا يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقدّم مشروع القرار الأعضاء المنتخبون في مجلس الأمن: الجزائر، الإكوادور، غيانا، اليابان، مالطا، كوريا الجنوبية، سيراليون وموزمبيق، وسلوفينيا، وسويسرا.
وتابع: "أصبح من الواجب وضع حد لما يحصل في قطاع غزة قبل فوات الأوان، وعلى مجلس الأمن حفظ السلم والأمن الدوليين"، مجددًا دعمه للأمين العام للأمم المتحدة على موقفه النبيل ومناصرته للحق رغم الحملات المغرضه التي يتعرض لها.
وأكد أن العمل متواصل دون كلل أو ملل حتى يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته كاملة غير منقوصة، ورسالتي إلى أهل غزة بأن المجموعة الدولية تشعر بآلامهم وستبقى إلى جانبهم، وسنبقى نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى يحصل على كل حقوقه المشروعة، وأهمها أن تصبح دولة فلسطين عضوًا كاملًا وسيدًا في الأمم المتحدة.
وقال ممثل الجزائر: إن اعتماد قرار اليوم هو بداية نحو تحقيق آمال الشعب الفلسطيني، ونتطلع إلى إلزام المحتل الإسرائيلي بهذا القرار حتى يتوقف القتل فورا دون شروط، وأن تُرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، لأن مجلس الأمن من واجبه أن يسهر على تنفيذ هذا القرار.
سلوفينيا.. فرصة للسلام
من ناحيته، طالب ممثل سلوفينيا لدى مجلس الأمن، بوقف فوري لإطلاق النار، لتقديم فرصة للسلام للفلسطينيين وللعملية الدبلوماسية، وأكد ضرورة كفالة وصول المساعدات الإنسانية، واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
أمريكا.. السلام في رمضان
وقالت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى مجلس الأمن، إن قرار المجلس اليوم يؤكد ضرورة الالتزام بالسلام خلال شهر رمضان.
وأضافت: "لم نكن متفقين مع بعض الأعضاء على كل عناصر القرار لذلك لم نصوت لصالحه، مؤكدة دعم بلادها بشكل كامل لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات إلى قطاع غزة".
وواصلت مندوبة الولايات المتحدة بمجلس الأمن: "الفلسطينيون في قطاع غزة بحاجة إلى الحماية وتلقي المساعدات".
الصين.. موقف ثابت
من جهته، قال ممثل الصين، إن مشروع القرار الحالي يطالب بوقف إطلاق نار غير مشروط، وهو يعكس التوقعات العامة للمجتمع الدولي، إذ كانت هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار فورا وعدم استمرار سياسة العقاب الجماعي لشعب غزة.
وتابع: "تصويتنا جاء استنادًا إلى موقف ثابت ومنسق، وبعد اعتماد قرار اليوم، سيواصل مجلس الأمن متابعة الأوضاع في غزة عن كثب، وستواصل الصين بذل الجهود مع الأطراف لوضع حد لهذه الأزمة الإنسانية وتنفيذ حل الدولتين".
وقال ممثل الصين: بعد 6 أشهر، قُتل نحو 32 ألف مدني، والملايين يعيشون في غزة في وضع إنساني كارثي. وتنفيذ القرار سيمثل أملًا، وقرارات مجلس الأمن ملزمة ونطالب ونتوقع من الدول ذات النفوذ الاضطلاع بدور إيجابي لدعم ونتفيذ هذا القرار، ووقف أي أضرار تقع على المدنيين، ويجب أن يتوقف العدوان خلال شهر رمضان كخطوة أولى، وصولا إلى وقف إطلاق النار وعودة الشعب إلى وطنه.
وطالب برفع الحصار عن غزة لضمان وصول المساعدات بشكل آمن، وآني، وعلى إسرائيل التعاون وفتح المعابر، مثمنًا دور وكالة الغوث الأونروا، ونرفض الحملات التي تشنها إسرائيل ضد المنظومة الأممية.
فرنسا.. الصمت المؤلم
وفي سياق متصل، ثمّن ممثل فرنسا لدى مجلس الأمن اعتماد قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد أشهر من الحرب، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل.
وأكد مندوب فرنسا في مجلس الأمن أن صمت المجلس حول غزة أصبح مؤلمًا وينبغي العمل بشكل فوري لوقف إطلاق نار دائم.
ومنذ بدء العدوان على غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشاريع قرارات، كان اثنان منها يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار.