انتقدت الأمم المتحدة الاستراتيجة الجديدة التي أعلنها رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، بخصوص التعامل مع الهجرة غير الشرعية، واعتبرتها انتهاكًا للقانون الدولي، وذلك وفق ما ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
وأعلن سوناك، استراتيجية جديدة من خمس نقاط للتعامل مع الهجرة غير الشرعية؛ تشمل خططًا لتسريع عودة طالبي اللجوء الألبان، والانتهاء من فحص حالات طلب اللجوء المتراكمة السابقة البالغ عددها نحو 150 ألفًا بحلول نهاية العام المقبل، وذلك من خلال مضاعفة عدد المتخصصين في دراسة الحالات.
وشدد رئيس الوزراء البريطاني على أن أي شخص يدخل بريطانيا بشكل غير قانوني لن يتمكن من البقاء في البلاد، ولكن سيتم احتجازه وإعادته سريعًا إما إلى بلده الأصلي أو إلى بلد آمن والنظر في طلب اللجوء الخاص به.
قال "سوناك" أمام البرلمان: "إذا دخلت المملكة المتحدة بشكل غير قانوني، فلن تتمكن من البقاء هنا.. بدلًا من ذلك، ستُحتجز وتعود سريعًا إما إلى بلدك الأصلي أو إلى بلد آمن، حيث سيُنظر في طلب اللجوء الخاص بك".
وكشف "سوناك" عن عزمه تشكيل وحدة جديدة للتصدير لعمليات العبور، مع إيواء المهاجرين في المستقبل بالمتنزهات المهجورة والأماكن التي كان يقيم بها الطلاب في السابق والمواقع العسكرية غير المستخدمة، بدلا من إقامتهم بالفنادق، مؤكدا أنه خلال الأشهر المقبلة سيعود آلاف الألبان إلى بلادهم.
الأمم المتحدة، بدورها، قالت إن رئيس الوزراء البريطاني ينتهك القانون الدولي، من خلال إنكار حق اللجوء على المهاجرين الذين يصلون لبلاده في قوارب صغيرة، وناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين الحكومة البريطانية بإعادة النظر في تلك الاستراتيجية.
قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، إن قصر اللجوء على الأشخاص الذين يصلون عبر "الطرق القانونية" يتعارض مع المبادئ الأساسية لاتفاقية اللاجئين لعام 1951، وأن برامج إعادة التوطين التي تدعمها الحكومة "لا يمكن أن تحل محل الالتزام بتوسيع الحماية لطالبي اللجوء الذين يصلون إلى المملكة المتحدة ويقدمون طلباتهم مباشرة".
وصرحت مساعدة المفوض السامي "جيليان تريجز" لشئون حماية اللاجئين، أن الاقتراح المعلن بالاحتجاز أولًا، ثم إما إعادة طالبي اللجوء إلى بلدانهم الأصلية، أو نقلهم إلى بلد ثالث، سيكون بمثابة حرمان من الوصول إلى نظام اللجوء في المملكة المتحدة لأولئك الذين يصلون بشكل غير نظامي.
وأضافت "تريجز" أن هذا النهج من شأنه أن يمنع الوصول إلى اللجوء في المملكة المتحدة للجميع باستثناء قلة مميزة. وحذرت "تريجز" السلطات البريطانية، أن الترحيل القسري لطالبي اللجوء إلى البلدان التي فروا منها، من شأنه أن يقوض نظام اللاجئين العالمي بشكل عام، ويعد انتهاكًا لقانون اللاجئين الدولي.
يذكر أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة عبر "القنال الإنجليزي" والقادمين من الجانب الفرنسي، بلغ نحو 45 ألف شخص خلال العام الجاري، وهو رقم قياسي غير مسبوق مقارنة بالأعداد التي تم تسجيلها في الأعوام الماضية.
وكانت حكومة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون أعلنت في وقت سابق من العام الجاري عن خطط لترحيل المهاجرين إلى رواندا، في مسعى منها لردع الساعين من المهاجرين للوصول إلى الأراضي البريطانية، إلا أن الخطة واجهت عقبات قانونية ولم يتم تنفيذها حتى الآن.