يؤمن الممثل المصري مصطفى شعبان بأن الجمهور الأكبر للدراما العربية، هو جمهور المسلسلات ذات الطابع الشعبي، لذا يتحمس دومًا لهذه النوعية من الأعمال، خصوصًا في شهر رمضان، الذي يعد الموسم الدرامي الأكثر مشاهدة طوال العام، لكن ذلك الحرص على الظهور في القالب الشعبي يوازيه إصرار على تنوع الشخصيات التي يجسدها.
من خلال دور "المعلم" في المسلسل الذي يحمل الاسم ذاته، يواصل "شعبان" تجسيد شخصياته الشعبية المفضلة، بالموسم الدرامي الحالي، وهي شخصية تمر بالعديد من التحولات، تحمس لها الممثل المصري الذي بدأ مشواره الفني على المسرح من خلال "بالعربي الفصيح" مع محمد صبحي، لأنها تمسّ كل شخصية مصرية، حسبما أكد في حوار تلفزيوني له.
نجم مسلسل "المعلم" الباحث دائمًا عن موضوع شعبي يلمس القطاع الأكبر من الجمهور، وجد في نص سيناريو المعلم هدفه بأن يعبر عن الحارة المصرية بمفرداتها الخاصة، تلك التيمة التي كانت سائدة في العديد من المسلسلات ذات الصيت في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، فهو يريد التأكيد على قيم مجتمعية تتمثل في التزام الرجل الشعبي المصري بالعادات والأصول، إضافة إلى صفات "الشهامة" و"الجدعنة" وإلقاء الضوء على صفات "ابن البلد" بالتعبير الدراج، والتأكيد على العادات والتقاليد الطيبة بالحارة المصرية والبيئة الشعبية، إذ يجسد دور تاجر في "شادر السمك" يتعرض لكثير من الأزمات، ويسعى للانتقام ممن أذوا والده. وتدور نحو 60% من مشاهد العمل داخل ديكور شادر السمك الذي تم إنشاؤه خصيصًا للعمل.
في سبيل ذلك، يسعى مصطفى شعبان في أعماله الفنية إلى الاستعانة بجمل من واقع المجتمع وتسمى فنيا بـ"اللزمات" يرددها باستمرار مع اختلاف المواقف الدرامية في أعماله الفنية، تلك الجمل التي تلقى رواجًا لدى جمهور الدراما الشعبية، ومع عرض مسلسلاته تصبح هذه الجمل رائجة بشدة عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي الشارع المصري.
يرفض مصطفى شعبان الخلط بين الشعبي والعشوائي، فهو يعبر عن الناس البسطاء، ملتزمًا بالمدرسة الحديثة في التمثيل، إذ يأخذ من الشخصيات العادية التي يقابلها في الواقع ليصنع شخصية أخرى تظهر على الشاشة، تكون انفعالاتها وحركاتها وطريقة كلامها متسقة مع محدداتها الرئيسية، فهو يصنع حالة خاصة للشخصية تشبهها ملتزمًا بما هو مكتوب في السيناريو، لذا فالانفعالات الخاصة بشخصياته الشعبية التي جسدها في أعماله تختلف فيما بينها.
داخل الحارة المصرية شخصيات ثرية درامية تصلح لتقديمها على الشاشة، هذا ما يؤمن به مصطفى شعبان بشدة، لذا يسجل مشواره الفني عدة أعمال جسد فيها دور الرجل الشعبي، منها "الزوجة الرابعة" الذي ظهر فيه بشخصية فواز، ودور فارس حظو في "بابا المجال"، حتى عندما قدم دور تاجر مخدرات في مسلسلي "مزاج الخير" و"العار" ظهر كل منهما بشكل مغاير للآخر، كما أن بداية معرفة جمهور الدراما التليفزيونية به من خلال دور "سعيد" ابن تاجر الأقمشة في المسلسل الشهير "عائلة الحاج متولي" كان دوره مختلفًا تمامًا، لكن ما يجمع هذه الشخصيات أنها قريبة من رجل الشارع البسيط ويصدقها الجمهور.