مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية، وبعد تجاوز عامها الثاني، تسعى موسكو لتسخير كافة الإمكانيات من أجل إحكام قبضتها في الحرب، ومن بينها استخدام صور الأقمار الصناعية الأمريكية لتوجيه ضرباتها إلى أوكرانيا، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وتخدم صور الأقمار الصناعية كلاً من روسيا وأوكرانيا في استطلاع مواقع الجنود، ويشتبه الجيش الأوكراني في أن قوات الكرملين تحصل أيضًا على تسجيلات من شركات أمريكية بطريقة غير مباشرة، وتحوم شكوك في الجيش الأوكراني في أن روسيا تعتمد أيضًا في هجماتها الجوية بالقنابل وصواريخ كروز على صور الأقمار الصناعية التي أنشأتها الشركات الأمريكية.
وقال ممثل في الجيش الأوكراني لم يذكر اسمه، إن عدد الضربات الجوية التي اعتمدت على صور الأقمار الصناعية الأمريكية كبير للغاية لا يمكن اعتباره محض صدفة، مضيفًا أن القمر الصناعي يلتقط صورًا لموقع ما، ثم يضرب الصاروخ بعد بضعة أيام أو أسابيع، ويتم إرسال قمر صناعي آخر لالتقاط المزيد من الصور، ربما للتحقق من مدى الضرر.
ووفقًا للتقرير، فإن صور الأقمار الصناعية المؤرشفة بالتواريخ والإحداثيات تظهر أنماطًا تشير إلى أنه في مئات الحالات، كان من الممكن أن تكون القوات الروسية قد استخدمت الصور من الشركات الأمريكية، ويمكن في بعض الأحيان شراء التسجيلات من الشركات المقابلة مقابل بضعة آلاف من اليورو فقط.
من جانبها قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني كاترينا تشيرنوهورينكو أن شركات الأقمار الصناعية الأمريكية تدعم أوكرانيا، ومع ذلك، يشتبه خبراء وزارتها في أن روسيا تحصل على صور الأقمار الصناعية من خلال شركات خارجية تعمل مع شركات تصوير الأقمار الصناعية الغربية وأن هذه الصور يمكن أن تستخدم لشن هجمات مسلحة ضد أوكرانيا.
ووفقًا لتقرير مجلة The Atlantic، فإن صور الأقمار الصناعية تتضمن أيضًا صورًا من اثنتين من أكبر الشركات الأمريكية: Planet وMaxar، واللتين أعلنتا أنهما أوقفتا جميع الأعمال التجارية مع الكيانات الروسية أو الأطراف الثالثة التي تبيع لروسيا في بداية مارس 2022.
وقالت شركة "بلانيت" إنها قصرت توفير الصور على "الجهات الفاعلة المسؤولة مثل الحكومات ومنظمات الإغاثة والإغاثة ووسائل الإعلام"، مع الحرص على تجنب سوء الاستخدام المحتمل.
ويشتبه التقرير في أن مثل هذه الصور الدقيقة ربما لا تزال السلطات الروسية تحصل عليها عبر أطراف ثالثة.