تجدد الأمل بالتوصل لهدنة إنسانية في الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من خمسة أشهر، في حين أفرغت أول سفينة حمولتها البالغة 200 طن من الأغذية في مدينة غزة، اليوم السبت، تمهيدًا لتوزيعها على السكان المتضورين جوعًا.
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم السبت، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى 31553 شهيدًا و73546 إصابة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الصحة الفلسطينية، في بيانها، إن جيش الاحتلال ارتكب 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، وصل منها للمستشفيات 63 شهيدًا و112 إصابة.
التطلع إلى هدنة
واقترحت حركة حماس، أمس الجمعة، اتفاق هدنة من ستة أسابيع تتضمن مبادلة محتجزين بأسرى فلسطينيين، فيما اعتبر موقفًا أكثر مرونة بعد أن كانت تطالب بوقف إطلاق نار نهائي قبل أي اتفاق بشأن إطلاق سراح المحتجزين في غزة.
وقال قيادي في حماس لوكالة "فرانس برس" إن الحركة مستعدة للإفراج عن 42 محتجزًا إسرائيليًا من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، على "أن تفرج إسرائيل عن 20 الى 30 أسيرًا فلسطينيًا مقابل كل محتجز إسرائيلي".
وتطالب الحركة بالإفراج عن 30 إلى 50 معتقلًا فلسطينيًا في مقابل الإفراج عن كل جندي محتجز لديها. وتحدثت عن استعدادها لأول مرة للإفراج عن مجندات.
كذلك، تشمل المرحلة الأولى المقترحة "الانسحاب العسكري من جميع المدن والمناطق المأهولة في قطاع غزة وعودة النازحين بدون قيود وتدفق المساعدات بما لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا".
تفاؤل حذر
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الجمعة، أن الدول الوسيطة، خصوصًا مصر والولايات المتحدة وقطر، تعمل "بلا كلل على سد الفجوات المتبقية"، فيما أبدى البيت الأبيض "تفاؤلًا حذرًا" حول إمكان التوصل لهدنة.
ولفت المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إلى أن اقتراح حماس يندرج "ضمن حدود" ما ناقشه المفاوضون خلال الأشهر الأخيرة.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وفدًا سيسافر إلى قطر، الاثنين المقبل، لاستكمال المفاوضات، مع وصفه مطالب حماس بأنها "غير واقعية".
وتزايدت انتقادات واشنطن التي تزود إسرائيل بمساعدات بمليارات الدولارات، لنتنياهو لكنها لم تدعم وقفًا فوريًا ودائمًا لإطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار المؤيد لوقف النار، بعد لقائه الرئيس جو بايدن في واشنطن: "لا أعتقد أنّ أحدًا منّا يرغب أن يرى أسلحة أمريكية تُستخدم بهذه الطريقة. الطريقة التي تُستخدم بها في الوقت الراهن (من قِبل إسرائيل) ليست للدفاع عن النفس".
مواليد صغار الحجم
في ظل الدمار الهائل والحصار وانقطاع الماء والكهرباء، تخشى الأمم المتحدة من مجاعة تعمُّ القطاع، لا سيما في الشمال الذي يصعب الوصول إليه ويعاني حالات انفلات أمني.
ويقول السكان في الشمال إنهم ما عادوا يجدون ما يقتاتون عليه بعد أن تمكنوا من البقاء عبر أكل نباتات برية وأعلاف الحيوانات. وينتظر كثيرون منهم وصول شاحنات المساعدات وحدثت عدة حوادث إطلاق نار خلال مثل هذه التجمعات أوقعت شهداء وجرحى، بحسب "فرانس برس".
وبينما تتهم حماس إسرائيل بإطلاق النار، ينفي جيش الاحتلال مسؤوليته عنها.
وقالت دومينيك ألين من صندوق الأمم المتحدة للسكان بعد زيارة شمال غزة إن "الوضع الإنساني في غزة بمثابة كابوس للأمهات والأطفال، حيث أبلغ الأطباء عن ولادة الأطفال بحجم صغير ومرضى، وعن حالات ولادة لأجنة ميتة، واضطرار النساء للخضوع لعمليات قيصرية من دون تخدير مناسب".
وتصل المساعدات أساسًا من مصر عبر معبر رفح في جنوب غزة، بعد إخضاعها لتفتيش إسرائيلي. لكنها تظل غير كافية على الإطلاق بالنظر إلى الاحتياجات الهائلة للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وثمة سباق مع الزمن في محاولة لإيصال مزيد من المساعدات الانسانية مباشرة إلى شمال القطاع من خلال إلقائها من الجو أو عبر ممر بحري انطلاقًا من قبرص.