استضافت العاصمة الفرنسية باريس، الثلاثاء، مؤتمرًا دوليًا لدعم أوكرانيا بمشاركة 47 دولة رئيسية داعمة لـ"كييف"، بالإضافة إلى المنظمات الدولية والمؤسسات المالية، ويعقبه مؤتمرًا نظمته وزارة الاقتصاد الفرنسية، دعت فيه عددًا من الشركات والمؤسسات الفرنسية، التي تُسهم في إعادة إعمار أوكرانيا.
وأكد عدد من الخبراء في الشأن الأوكراني لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن مؤتمر "دعم أوكرانيا" يسعى إلى وضع حلول مع روسيا والوصول إلى اتفاق لعملية سلام وإعادة الإعمار، فيما رأى البعض أن روسيا تسعى للتفاوض مع أوكرانيا من أجل الوصول إلى "هدنة قصيرة" لإعادة ترتيب القوات الروسية.
واشنطن أعطت "ماكرون" الضوء الأخضر
قال نزار الجليدي، المحلل السياسي، إن المؤتمر في ظاهره يهدف إلى إعادة إعمار أوكرانيا، لكنه في الوقت نفسه يبحث عن حلول مع الدب الروسي، ظهر ذلك بعد حديث الرئيس الفرنسي ماكرون عن تقديم ضمانات من أجل إقامة عملية سلام.
وأضاف "الجليدي" أن كل يوم تمر به أوروبا يمثل ضغطًا على الحكومات الأوروبية، وطول أمد الحرب يخنق القادة الأوروبين ويُسهم في زيادة الاحتجاج الاجتماعي.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لـ"ماكرون"، عقب زيارته الأخيرة لواشنطن للتفاوض مع روسيا، وأن يصبح المفاوض الأول في الأزمة الأوكرانية، وتكون باريس من تستضيف كل الدول الداعمة في إعادة الإعمار.
وأكد أن دول الاتحاد الأوروبي مفككة بشأن القضية الأوكرانية، لكنها تتوحد من أجل الإعمار وتنشيط الاقتصاد المُصاب بالشلل في أوروبا منذ بدء الحرب.
هدنة قصيرة
الدبلوماسي الأوكراني السابق، فولوديمير شاماكوف، قال إنه من المعروف أن رؤساء سلوفاكيا وليتوانيا وبولندا انتقدوا تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول ضمانات "روسيا" ووصفوها بـ"الغريبة"، مشيرًا إلى أن روسيا يوميًا تُهاجم الأراضي الأوكرانية فنحن لا نعترف بأي "ضمانات".
وأكد في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية" أن ماكرون رجل سياسي ودبلوماسي يرغب في الوصول إلى حل للأزمة ووقف الحرب، وأوضح أن "موسكو" لديها قناعة في إقامة هدنة، من خلال مفاوضات مع أوكرانيا، لتعزيز قواتها وإعادة توزيعها.
وتوقع الدبلوماسي الأوكراني، هجمات روسية أخرى بعد الوصول إلى مفاوضات، حيث إن الشهية الروسية ضخمة، منذ بدأ هجومها على جورجيا وشبه جزيرة القرم عام 2008، ثم رغبتها في السيطرة على الأراضي الأوكرانية بشكل كامل.
صمود الشعب الأوكراني
وفي السياق ذاته، قال عماد أبو الرب، رئيس المركز الأوكراني للحوار، إن أوكرانيا تعيش حتى الآن مرحلة صمود رغم كل المعاناة والأضرار التي نالت من البنية التحتية للطاقة، وأضاف أن الشعب الأوكراني لديه انتماء وطني ويمتلك رباطة "جأش كبيرة" لأنه يدافع عن أرضه.
وأضاف "أبو الرب" أن أوكرانيا ليس لها خيار سوى الدفاع عن نفسها، كما أنها ترحب بأي مبادرات لوقف الحرب، وتوقع بأن أمد "الحرب" سيطول في حالة عدم الوصول إلى اتفاق.
وذكر أن الجانب الأوكراني أدلى بتصريحات رسمية في وقت سابق بأن "كييف" ماضية في استعادة ضواحي مدينة "زابوريجيا" التي تُعد المفتاح الأول لحل الأزمة.
واعتبر رئيس المركز الأوكراني للحورا أن الدعم الرئيسي لـ "كييف" يتطلب منع وصول الطائرات المسيّرة وتوفير قطع الغيار والمولدات لاستعادة ما تم استهدافه من قِبل روسيا.