تصاعدت حدة التوترات بين الكوريتين في الآونة الأخيرة، مع تبادل التهديدات والتحذيرات العسكرية بينهما، وفي خضم هذا الجو المتأزم، أطلق وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون سيك، تصريحات صادمة، دعا فيها إلى اغتيال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون وكبار المسؤولين في بيونج يانج، في حال نشوب حرب جديدة في شبه الجزيرة الكورية.
ووفقًا لصحيفة "ذا كوريا تايمز"، أصدر "شين" أمرًا أمس الأربعاء، يطلب فيه من قيادة الحرب الخاصة بالجيش الكوري الجنوبي اتخاذ الاستعدادات للقضاء على قادة الجارة الشمالية.
وبحسب الصحيفة الكورية الجنوبية، فإن وزير الدفاع خلال زيارة وحدة الكوماندوز في إنتشون جنوب شرقي سول، أشار إلى أنه "إذا بدأ كيم جونج أون حربًا، كوحدة رئيسية للعقاب والانتقام الجماعي في كوريا" KMPR"، يجب أن تصبح أقوى وحدة عمليات خاصة في العالم للقضاء بسرعة على قيادة العدو".
KMPR هي عقيدة الدفاع الكورية الجنوبية لتوجيه ضربة انتقامية منهكة، ردًا على هجوم كوريا الشمالية، وهي جزء من نظام سول "ثلاثي المحاور" لردع حرب جديدة مع بيونج يانج، والذي يتضمن أيضًا القضاء بشكل استباقي على إطلاق صاروخ كوري شمالي وإسقاط صواريخ أثناء الطيران.
وزار "شين" قيادة القوات الخاصة وسط التدريبات العسكرية المستمرة لكوريا الجنوبية مع الجيش الأمريكي "درع الحرية".
من جهته، وصف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون مثل هذه التدريبات المشتركة بأنها "بروفة" لغزو بلاده وبأنها استفزاز للحرب.
وكانت الكوريتان في حالة حرب من الناحية الفنية منذ أكثر من سبعة عقود، بعد انتهاء الصراع بينهما الذي استمر من عام 1950 إلى عام 1953 بهدنة بدلًا من اتفاق سلام.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أنه في التدريبات الأخيرة التي أجرتها سول مع القوات الأمريكية، عملت القوات الخاصة على "التسلل إلى منشآت القيادة الرئيسية وشل عملياتها".
وقالت قيادة الحرب الخاصة بالجيش الكوري الجنوبي إنها تستعد "لاستفزازات مختلفة" من الشمال، بما في ذلك الهجمات الإرهابية "سوف نتحرك ونقمعهم بقوة ونعاقبهم حتى النهاية."
كما زار وزير الدفاع الكوري الجنوبي مخبأً رئيسيًا للقيادة في زمن الحرب في سيونجنام جنوبي سول، أمس الأربعاء، وقال إن التدريبات المشتركة ستعزز عمليات "القضاء على الشبكة النووية والصاروخية لكوريا الشمالية في مرحلة مبكرة ومهاجمة العدو في جميع المجالات بما في ذلك البرية والبحرية والجوية والفضائية والإلكترونية والموجات الكهرومغناطيسية".
وأوضح العسكري الكوري الجنوبي: "نحن بحاجة إلى تعزيز قدراتنا بشكل أكبر حتى نتمكن من التغلب عليها".
وتصاعدت التوترات في شبه الجزيرة الكورية في العام الماضي وسط موجة من التجارب الصاروخية الكورية الشمالية وتهديدات سيول وواشنطن.
وهدد "شين"، في ديسمبر، بإطلاق "جحيم الدمار" على بيونج يانج إذا اتخذت كوريا الشمالية "أفعالًا متهورة تضر بالسلام"، إذ جاء هذا التعهد بعد أسابيع من إطلاق كوريا الشمالية قمرًا صناعيًا للتجسس، ما أدى إلى تفكيك اتفاق عام 2018 الذي يهدف إلى تقليل التوترات العسكرية حول المنطقة المنزوعة السلاح في شبه الجزيرة الكورية.