تُخطط الولايات المتحدة لإرسال عدد من أنظمة الصواريخ التكتيكية العسكرية الإضافية إلى أوكرانيا، كجزء من حزمة جديدة بقيمة 300 مليون دولار من المساعدات العسكرية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على المناقشات.
وأعلنت الإدارة الأمريكية أنها سترسل حزمة "دعم عسكري طارئ" إلى أوكرانيا بقيمة 300 مليون دولار، على الرغم من عدم وجود أموال متبقية في ميزانية البنتاجون المخصصة لكييف.
وتشتمل حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية "الطارئة" إلى أوكرانيا، على قذائف مدفعية وقذائف إضافية لمدافع الهاوتزر عيار 155 ملم ونظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة.
وأعلن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، تفاصيل المساعدات الجديدة التي سيقدمونها لأوكرانيا، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، أمس الثلاثاء.
وصرّح "سوليفان" بأنه يتعين عليهم تقديم مساعدات عاجلة إلى كييف، على الرغم من استنفاد ميزانية البنتاجون لأوكرانيا وعدم موافقة الكونجرس على المساعدات الإضافية البالغة 60 مليار دولار المطلوبة.
وقال سوليفان: "لم يعد لدى أوكرانيا ما يكفي من الذخيرة لاستخدامها، وهذا يتسبب في خسارة الأراضي والأرواح بالميدان، كما أنه يتسبب في تكاليف استراتيجية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".
وأضاف أن الدعم العسكري الطارئ الذي سيرسلونه إلى أوكرانيا بقيمة 300 مليون دولار "لن يساعد الجيش الأوكراني إلا لفترة قصيرة، لكنه لن يصمد طويلًا، لذا يجب إقرار مشروع قانون الميزانية الإضافية الذي ينظر في الكونجرس بأقرب وقت ممكن".
وستكون حزمة الدعم الجديدة أول مساعدة عسكرية ترسلها الولايات المتحدة إلى كييف، منذ ديسمبر الماضي، بعد أن نفد التمويل المخصص لدعم أوكرانيا.
وذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، وفقًا لأحد المسؤولين، أن الولايات المتحدة سترسل إلى كييف صواريخ إضافية مضادة للأفراد والعتاد APAM، وهي نسخة قديمة من الصواريخ الباليستية التكتيكية الموجهة أرض – أرض بعيدة المدى "أتاكمز" ATACMS.
وتبذل أوكرانيا جهودًا كبيرة للحصول على نظام الصواريخ التكتيكي العسكري الأمريكي "أتاكمز"، لكن لا يبدو أن الولايات المتحدة توافق على الطلب الأوكراني، وبدلًا من ذلك، تعتزم واشنطن تزويد كييف بالصواريخ المضادة للأفراد والعتاد التي تقطع مسافة 100 ميل، وتحمل رؤوسًا حربية تحتوي على مئات القنابل العنقودية الصغيرة.
وكشفت الولايات المتحدة لأول مرة، أنها أرسلت سرًا شحنة أولية من الصواريخ المضادة للأفراد في سبتمبر، بعد أن وافق الرئيس جو بايدن على خطة تزويد كييف بأسلحة طويلة المدى.
وناقشت الإدارة الأمريكية إرسال الصواريخ التكتيكية طويلة المدى ATACMS إضافية لأسابيع، إذ تكافح أوكرانيا لمنع روسيا من تحقيق مكاسب في ساحة المعركة، وفقًا لمسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية" البنتاجون".
وأنفقت الإدارة الأمريكية مليارات الدولارات لدعم الجيش الأوكراني في الحرب الضارية التي يخوضها أمام الجيش الروسي، وخلال عامين بحسب مجلة "Responsible statecraft"، خصص الكونجرس الأمريكي ما مجموعه 113 مليار دولار لتمويل الحرب، إذ أنفق البيت الأبيض، منهم 45 مليار دولار كمساعدات عسكرية لكييف، و46 مليار دولار مساعدات اقتصادية.
وعلى مدار العامين الماضيين، كانت الإدارة الأمريكية ترسل شهريًا ما لا يقل عن حزمتين من الأسلحة لأوكرانيا كدعم لمحاولة ردع الجيش الروسي، ولكن تغير الأمر، فبحسب "Responsible statecraft" توقفت واشنطن عن إرسال شحنات عسكرية لكييف منذ 27 ديسمبر 2023، إضافة إلى ذلك أصبحت المساعدات المالية تواجه معارضة كبيرة، لا سيما مع تعثر الكونجرس في تمرير حزمة مالية جديدة لأوكرانيا تُقدر بـ60 مليون دولار، فيما بات المحللون والمراقبون السياسيون يرون أنها ستكون حزمة المساعدات الأخيرة.
وأرسل البنتاجون ما لا يقل عن 3.097.000 طلقة مدفعية إلى أوكرانيا منذ بدء الحرب معظمها عيار 155 ملم.
وعلى الرغم من تكثيف واشنطن التصنيع العسكري، لا تزال الولايات المتحدة تنتج فقط 340 ألف قذيفة عيار 155 ملم سنويًا، ما يعني أن أوكرانيا كانت تطلق قذائف بمعدل 3 أضعاف معدل الإنتاج الأمريكي.
كما منحت واشنطن كييف 76 دبابة، بما في ذلك 31 دبابة من طراز "أبرامز"، و45 دبابة من طراز T-72B تعود للحقبة السوفيتية، و3631 مركبة مدرعة اختلفت أنواعها بين مركبات مشاة قتالية إلى ناقلات أفراد، وشاحنات الطبية.
وخلال عامين، استخدمت أوكرانيا 39 قاذفة صواريخ أمريكية الصنع من طراز "هيمارس" HIMARS المتنقلة.
أما بالنسبة للأسلحة الصغيرة، فأرسلت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 400 مليون قنبلة يدوية ورصاصة منذ بدأت الحرب.