فاز الياباني هاياو ميازاكي، مخرج أفلام الرسوم المتحركة، بجائزة الأوسكار الثانية له عن فيلمه "The Boy and the Heron"، خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار في نسخته الـ96 لعام 2024، الذي أقيم بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وتسلم المنتج كيوفومي ناكاجيما، وكينيتشي يودا، جائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة عن فيلم The Boy and the Heron، نيابة عن المخرج هاياو ميازاكي، وسط غيابه عن الحفل.
يعد الفيلم أول عمل لمؤسس استوديوهات Ghibli منذ عقد، وربما الأخير، وهو يتمحوّر حول صبي ينتقل إلى الريف، خلال الحرب العالمية الثانية، فاز بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، وهي المكافأة نفسها التي حصدها فيلم Spirited Away للمخرج ميازاكي عام 2003، وعلى غرار أفلام استوديوهات Ghibli الأخرى، يقدّم The Boy and the Heron مغامرة بصرية للمشاهدين تتجول فيها مخلوقات غامضة وشخصيات غريبة وسط عالم خيالي.
وقال ميازاكي في شرح باليابانية عن الفيلم الذي يُترجم عنوانه الأصلي بـ"كيف تعيش؟"، إن البيئة الريفية للفيلم "أُنشئت بصورة رئيسية من ذاكرتي".
وكان ميازاكي، البالغ 83 عامًا، يعيش أيضًا في منزل ريفي كبير خلال الحرب، وعلى الرغم من أنه لم يكن يعتزم كتابة سيرته الذاتية، إلا أن شخصية الأب في الفيلم "تشبه والدي إلى حد كبير"، على حد قوله.
ويشجع الفوز بالأوسكار مجددًا ميازاكي على تأخير توقيف مسيرته الفنية، بعدما أعلن اعتزاله سابقًا قبل عودته إلى العمل من خلال هذا الفيلم.
وتفوق العمل على أفلام منافسة كبيرة مثل Spider-Man: Across the Spider-Verse، وElemental من إنتاج ديزني، وNimona من إنتاج نتفليكس، وRobot Dreams الخالي من أي حوار.
بينما هيمن فيلم Oppenheimer، الذي يتناول السيرة الذاتية لعالم الفيزياء الشهير، الذي قاد الولايات المتحدة لتطوير أول قنبلة ذرية خلال الحرب العالمية الثانية، على جوائز الأوسكار، إذ فاز العمل بجائزة أفضل فيلم، كما حصد مخرجه الأمريكي البريطاني كريستوفر نولان، جائزة الإخراج، بينما توج الإيرلندي كيليان مورفي بجائزة أفضل ممثل، بالإضافة إلى الأمريكي روبرت داوني جونيور، الفائز بجائزة أفضل ممثل مساعد.
وكان للفيلم نصيب الأسد من جوائز الأوسكار 2024، بعد أن ترشح لنيل 13 جائزة، هو دراما تاريخية مدتها 3 ساعات، وتناول العلم والسياسة، وحقق نجاحًا غير متوقع في شباك التذاكر، بإيرادات بلغت 953.8 مليون دولار، بالإضافة إلى حصوله على ثناء واسع من النقاد.
وبالإضافة إلى جوائز الإخراج والتمثيل، حصد الممثل الأمريكي روبرت داوني جونيور، جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد في فيلم Oppenheimer، الذي يؤدي فيه دور رجل بيروقراطي شرير، يسعى إلى القضاء على عالم الفيزياء الشهير.
وجسد داوني دور لويس شتراوس، الرئيس السابق للجنة الطاقة الذرية الأمريكية، الذي شن حملة من وراء الكواليس لتجريد جيه روبرت أوبنهايمر من تصريحه الأمني من خلال اتهامه بالشيوعية.
وأشاد النقاد بداوني لأنه لعب دورًا عكس شخصيته في الأفلام، واشتهر داوني بظهوره في العديد من الأفلام كبطل Marvel الخارق Iron Man.
واعتبر داوني المرشح الأوفر حظًا لجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد، بعد أن حصل على جوائز جولدن جلوب ونقابة ممثلي الشاشة لدوره في البطولة.
وحصل الممثل الأمريكي على أول ترشيح لجائزة الأوسكار عن دور تشارلي شابلن في فيلم Chaplin عام 1992. وبعد سلسلة من الفضائح والإدمان، حصل على ترشيح ثانٍ لأفضل ممثل مساعد عن دوره في الفيلم الحربي الساخر Tropic Thunder.
وكتب نولان سيناريو فيلم Oppenheimer أيضًا، وأنتج الفيلم مع زوجته إيما توماس.
وترأس العالم Oppenheimer مختبر "لوس ألاموس" السري، الذي أنشئ في عهد الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، كجزء من مشروع مانهاتن لبناء أول قنبلة ذرية. وأشرف على أول تفجير للقنبلة الذرية في صحراء نيو مكسيكو، التي أطلق عليها الاسم الرمزي "ترينيتي"، قبل استخدام هذه القنابل في قصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين.
ولعب الإيرلندي كيليان مورفي، الذي حصل على أولى جوائز الأوسكار في مشواره الفني، عن دوره في الفيلم، دور عالم الفيزياء الشهير الذي قاد الولايات المتحدة لتطوير أول قنبلة ذرية خلال الحرب العالمية الثانية.
ويتوج هذا الفوز موسمًا ناجحًا للممثل الإيرلندي البالغ من العمر 47 عامًا، الذي حصل أيضًا على جائزة "جولدن جلوب" و"بافتا" وجائزة نقابة ممثلي الشاشة عن أدائه.
ولعب مورفي، الذي يعيش في إيرلندا ويبتعد عن أضواء هوليوود، دوره الأكبر حتى الآن في Oppenheimer. وسبق له أن لعب أدوارًا رائدة في أفلام 28 Days Later، وسلسلة Peaky Blinders، وفيلم باتمان Dark Knight وأيضًا Inception.
المخرج البريطاني الأمريكي كريستوفر نولان، حصد كذلك أولى جوائز الأوسكار في مشواره الفني، بحصوله على جائزة أفضل مخرج عن الفيلم الدرامي التاريخي، لكنه حصد أيضًا عن الفيلم جوائز أفضل مخرج في "جولدن جلوب" و"بافتا"، بالإضافة إلى اختيار النقاد ونقابة المخرجين الأمريكية.
وقال نولان لوكالة "رويترز"، إن "قصة أوبنهايمر هي واحدة من أكثر القصص الدرامية التي عرفتها، وهناك جوانب كثيرة تجعلها مقنعة للغاية".
كما حصدت الممثلة الأمريكية إيما ستون، ثاني جائزة أوسكار في مشوارها، بعد فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم Poor Things، من نوع الكوميديا السوداء الذي يسرد قصة امرأة عادت إلى الحياة من الموت، إذ فازت ستون البالغة 35 عامًا، بالجائزة لأول مرة عن دورها في فيلم "لالا لاند" في عام 2016.
وفازت دافاين جوي راندولف، بجائزة أوسكار أفضل ممثلة بدور ثانوي، عن دورها في فيلم The Holdovers، كمديرة كافتيريا في مدرسة داخلية تغرق في الحزن بسبب فقدان ابنها خلال حرب فيتنام.
وبفضل هذا العمل الذي وقّعه المخرج ألكسندر باين، تغلبت راندولف على منافساتها القويات جودي فوستر NYAD، وأمريكا فيريرا Barbie، وإميلي بلانت Oppenheimer، ودانييل بروكس The Color Purple.
وفي أول جائزة أوسكار للممثلة البالغة 37 عامًا، التي تألقت في فيلم The Holdovers، وهو قصة من أجواء عيد الميلاد من تأليف ألكسندر باين، تؤدي فيها دور ماري لامب، وهي طاهية أمريكية من أصل إفريقي تعيش حالة حداد في مدرسة ثانوية راقية في نيو إنجلاند.
بعد أن احتقرها معظم الطلاب أو تجاهلوها، تجد نفسها عالقة في ليلة رأس السنة مع مدرّس تاريخ صارم (بول جياماتي) ومراهق ضعيف (دومينيك سيسا)، وتنشأ بينهم صداقة غير محتملة.
بينما حصد الفيلم البريطاني "Zone of Interest"، جائزة الأوسكار هذا العام، كأفضل فيلم روائي أجنبي، الذي يتناول "الهولوكوست" (المحرقة اليهودية)، إبان الحقبة النازية في ألمانيا.
ويحكي الفيلم قصة ضابط ألماني وعائلته التي تعيش إلى جوار معسكر الاعتقال "أوشفيتز" في بولندا خلال الحرب العالمية الثانية.
وخلال كلمة ألقاها بعد تلقيه الجائزة، ندّد مخرج الفيلم جوناثان جليزر، بـ"التجرد من الإنسانية" بسبب الضحايا الفلسطينيين في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والهجوم الذي شنته حركة "حماس"، 7 أكتوبر.
وقال المخرج اليهودي جوناثان جليزر، إن "الاحتلال (الإسرائيلي) اختطف المحرقة، وتسبب في قتل الكثير من الأبرياء" في غزة.
ومن جانبها ارتدت المغنية الأمريكية وكاتبة الأغاني بيلي إيليش، والمخرجة والكاتبة الأمريكية آفا دوفيرناي، والممثل الأمريكي مارك رافالو، والممثل الأمريكي ذو الأصول المصرية رامي يوسف، والممثل ماهرشالا علي، وعارضة الأزياء والممثلة كوانا تشيسينجهورس، دبابيس حمراء لدعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
أما الفيلم الفرنسي Anatomie d'une chute (Anatomy of a Fall) فقد فاز بجائزة الأوسكار كأفضل سيناريو أصلي، بعدما فاز العام الماضي بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان.
وتقاسمت مخرجة الفيلم جوستين ترييه، جائزة الأوسكار مع رفيقها أرتور هراري، الذي كتبت معه السيناريو في أثناء جائحة فيروس كورونا، ويقدم العمل سردًا قضائيًا لافتًا لمحاكمة تجد فيها كاتبة نفسها متهمة بقتل زوجها.