في خضم الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عامين، تشهد الساحة السياسية في كييف تحركات وتغييرات جذرية، ففي ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، يبدو أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يعتزم إجراء تعديلات على حكومته وطاقم دبلوماسييه، وفقًا لما نقلته تقارير إعلامية أخيرًا، إذ ترددت أنباء عن احتمالية إقالة وزير الخارجية، ديمتري كوليبا من منصبه، في ظل عدم رضا زيلينسكي عن أداء الدبلوماسية الأوكرانية خلال هذه الفترة الحرجة.
أفادت صحيفة "سترانا" الأوكرانية نقلًا عن مصدر في المكتب الرئاسي أن الزعيم الأوكراني يفكر في إقالة وزير الخارجية ديمتري كوليبا من منصبه.
ويتولى كوليبا، ذو الـ42 عامًا منصب وزير الخارجية منذ مارس 2020، وقبل ذلك، كان نائبًا لرئيس الوزراء لشؤون التكامل الأوروبي الأطلسي ومبعوث أوكرانيا لدى مجلس أوروبا.
وقال المصدر المجهول لـ"سترانا": "هناك الكثير من الأسئلة بالنسبة لكوليبا، وعلى وجه الخصوص، هناك الكثير من الشكاوى بشأن ترشيحات السفراء التي تقدمها وزارة الخارجية".
وأضاف المصدر أن مكتب زيلينسكي "غير راضٍ بشكل عام عن الخدمة الدبلوماسية".
وتزامن تقرير سترانا مع استقالة أويج نيكولينكو، كبير المتحدثين باسم وزارة الخارجية، ونشر صورة لنفسه مع كوليبا على فيسبوك، وأعلن يوم الجمعة انتهاء خدمته في الوزارة، دون أن يوضح السبب.
وأعلن زيلينسكي يوم الخميس أنه عين الجنرال فاليري زالوجني، القائد الأعلى السابق للقوات المسلحة الأوكرانية، سفيرًا جديدًا لكييف في لندن، إذ كان المنصب فارغًا منذ يوليو من العام الماضي، عندما أقال الزعيم الأوكراني السفير فاديم بريستايكو لانتقاده سلوكه في قمة الناتو.
في السابق، تم استبدال زالوجني كقائد أعلى للقوات المسلحة الأوكرانية بالعقيد الجنرال ألكسندر سيرسكي، الذي كان يقود سابقًا القوات البرية للقوات المسلحة الأوكرانية.
وبحسب سترانا، فإن "المرشح الأكثر ترجيحًا" لمنصب وزير الخارجية الجديد هو إيجور جوفكفا، نائب رئيس أركان زيلينسكي، الذي يشرف على السياسة الخارجية في المكتب الرئاسي.
ونائب كوليبا الحالي هو أندريه ميلنيك، سفير أوكرانيا السابق في ألمانيا، وقد أصبح سيئ السمعة خلال فترة عمله في برلين؛ بسبب سلوكه غير الدبلوماسي الصريح، وإهانة البلد المضيف من خلال وصف المستشار أولاف شولتس بأنه "نقانق الكبد المهينة"، وكذلك سب إيلون ماسك، المتبرع بخدمات ستارلينك الفضائية التي لا تقدر بثمن لأوكرانيا، ليتم سحبه أخيرًا في نوفمبر 2022، بعد تمجيده البطل القومي الأوكراني المثير للجدل، ستيبان بانديرا، إذ وصفه بأنه "كان مناضلاً حقيقياً من أجل الحرية" على الرغم من تعاونه مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، مما أثار حنق الألمان.
ومع ذلك، بمجرد عودته إلى كييف، تمت مكافأة ميلنيك بترقية إلى منصب نائب وزير الخارجية، وهي المرتبة التي احتفظ بها حتى بعد أن عينه زيلينسكي سفيرًا إلى البرازيل في يونيو الماضي.