الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يتجاوز 230 مليون حالة.. تقرير صادم عن ختان الإناث في يوم المرأة العالمي

  • مشاركة :
post-title
حالات ختان الإناث في إفريقيا

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في الوقت الذي نحتفل فيه بيوم المرأة العالمي، وهي المناسبة التي تعكس نضال المرأة من أجل حقوقها وكرامتها، تختبئ ممارسة بشعة ومؤذية للمرأة في ثنايا الثقافات والمجتمعات المختلفة حول العالم، وهي ختان الإناث.

ورغم الجهود العالمية لإنهاء هذه الممارسة الضارة والمنتهكة لحقوق الإنسان، تكشف الأرقام الجديدة عن صورة مقلقة للواقع المرير الذي تعيشه ملايين الفتيات والنساء. فبدلًا من التراجع، تزداد هذه الظاهرة انتشارًا وتمددًا لتطول شرائح أصغر سنًا من الفتيات الصغيرات، ما يقلل من فرص التدخل والوقاية، ويزيد من المعاناة النفسية والجسدية لضحاياها.

ارتفاع نسبة المختتنات

أظهرت بيانات جديدة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ارتفاعًا بنسبة 15% في عدد الفتيات والنساء اللواتي خضعن لعملية ختان الإناث خلال السنوات الثماني الماضية، إذ يُقدر عددهن حاليًا بأكثر من 230 مليونًا، مقارنة بـ 200 مليون في عام 2016.

وحذرت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، من اتجاه مقلق نحو إجراء هذه الممارسة على الفتيات في سن أصغر، قائلة "إن ختان الإناث يضر بأجساد الفتيات، ويقلل من فرصهن المستقبلية، ويعرض حياتهن للخطر".

وأضافت "راسل": "نشهد اتجاهًا مقلقًا بإخضاع المزيد من الفتيات لهذه الممارسة في سن مبكرة، والكثير منهن قبل سن الخامسة، ما يقلل من فرص التدخل، لذلك يجب تعزيز الجهود للقضاء على هذه الممارسة الضارة".

أغلبية الحالات إفريقية

وأشارت اليونيسف إلى أنه لتحقيق هدف الأمم المتحدة للقضاء على هذه الممارسة بحلول عام 2030، سيتعين العمل بوتيرة أسرع 27 مرة من الوتيرة الحالية.

تتضمن ممارسة ختان الإناث إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الخارجية للإناث، وهي انتهاك لحقوق الإنسان، وصدر قرار من الأمم المتحدة في عام 2012 بحظر هذه الممارسة.

وأشار تقرير "اليونيسف" إلى أن نحو 60% من حالات ختان الإناث، أي 144 مليون حالة، تحدث في إفريقيا، تليها 80 مليون حالة في آسيا، و6 ملايين في الشرق الأوسط.

وتسجل الصومال وغينيا وجيبوتي والسودان ومالي أعلى معدلات انتشار لهذه الممارسة، وهي أيضًا بلدان تعاني من قضايا ملحة أخرى، مثل النزاعات والصدمات المناخية وانعدام الأمن الغذائي، ما يصعب تقديم برامج لدعم الفتيات، وفقًا لليونيسف.

تراجع ولكن..

على الرغم من تراجع ممارسة ختان الإناث بشكل مطرد في العديد من البلدان الإفريقية خلال العقود الماضية، إلا إن التقدم العام توقف أو تراجع، ففي جامبيا، تم تقديم مشروع قانون لإلغاء حظر ختان الإناث إلى البرلمان هذا الأسبوع، ما أثار جدلًا في البلاد حول الحقوق والدين والثقافة.

أما في سيراليون، فلا تزال هذه الممارسة قانونية رغم الضغوط المتزايدة لتجريمها، ولقيت ثلاث فتيات حتفهن خلال مراسم الختان مطلع العام الحالي.

وقالت كلوديا كابا، المؤلفة الرئيسية لتقرير اليونيسف: "في المناطق التي تنتشر فيها هذه الممارسة، يقول غالبية النساء والرجال إنهم يريدون إيقافها... لكن هذا المعارضة المتزايدة لا يتبعها تغيير في السلوك".

أزمة إخضاعها للطب

أما كينيا، التي جرمت هذه الممارسة في عام 2011، فشهدت تراجعًا مطردًا في ختان الإناث، لكن النشطاء لا يزالون قلقين بشأن التقدم المحرز، إلا إنه في المجتمع الصومالي في شمال شرق كينيا الذي يعاني بشكل كبير من أزمة المناخ، لا يتم إنفاذ قوانين مناهضة ختان الإناث بشكل جيد مما يوقف التقدم، كما ظهرت تقارير مؤخرًا عن ازدياد الممارسة في منطقة مورانجا الوسطى في كينيا، حيث تختار النساء فوق سن 30 عامًا الخضوع للختان كـ"عودة للثقافة".

ويقول النشطاء إن التحول نحو إدخال هذه الممارسة كإجراء طبي، حيث يتم إجراؤها من قبل الممارسين الصحيين بدلًا من المختصين التقليديين في المستشفيات أو المنازل، يجعل من الصعب اكتشافها.

وقالت إسناهس نيارامبا، ناشطة مناهضة لختان الإناث من منطقة كيسي في غرب كينيا، إنها تتلقى طلبات إنقاذ أقل مما كانت عليه قبل عقد من الزمان، لأن المراسم العامة التي كانت ترافق ختان الإناث تم التخلي عنها، حتى لو لم تتوقف الممارسة نفسها.

ختان مبكر

وقالت منظمة اليونيسف، إن المزيد من العائلات تختار إجراء هذه الممارسة على بناتهن في سن مبكرة، أحيانًا عند سن السنتين فقط، في محاولة للتقليل من الأذى الجسدي والصدمة النفسية التي تعانيها الفتيات الأكبر سنًا.

وقالت كلوديا كابا: "لقد تقلصت نافذة الفرصة (للوقاية من هذه الممارسة)... لذلك نحتاج إلى اتخاذ إجراءات على مستوى أعلى من ذي قبل".

من جانبها، قالت نيمكو علي، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الخمسة، وهي شراكة عالمية للقضاء على ختان الإناث، إن المنظمات الجذرية التي تكافح هذه الممارسة تحتاج إلى مزيد من التمويل.

وأضافت "علي" التي هي ناجية من ختان الإناث: "بصفتي ناجية، أعرف جيدًا العواقب المدمرة لهذه الممارسة على النساء والفتيات، إن التقدير الجديد الذي يظهر زيادة هائلة بـ30 مليون متضررة ليس مجرد صدمة فحسب، بل هو مدمر شخصيًا، خاصة عندما نعلم ما الذي ينجح ويمكننا أن نمنع حدوث ذلك".