الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خارج حملات إفريقيا.. فرنسا تدرب جنودها لقتال روسيا

  • مشاركة :
post-title
دبابة فرنسية من طراز Leclerc في مركز التدريب – أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما تتصاعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المُعادية لموسكو، ربما تجد القوات الفرنسية نفسها تستعد لصراع قد يكون شديد الحدة ضد عدو متمرس.

ويعّد هذا تغييرًا كبيرًا بالنسبة لجيش باريس، الذي قضى العقود الماضية في حملات مكافحة التمرد في دول غير قادرة على مجابهة القوة بمثلها، مثل مالي وأفغانستان.

"بعد عقود من العمليات العسكرية في إفريقيا، تركز فرنسا بشكل متزايد على الجناح الشرقي لأوروبا، ويجب أن تتمتع قواتها المسلحة بالمصداقية"، حسبما قال قائد الجيش الجنرال بيير شيل، في يناير الماضي.

وقال: "لسنا في نفس الوضع الذي تعيشه أوكرانيا، لكننا جزء من تحالف، وهذا يأتي مع التزامات".

وأضاف: "إن فكرة المصداقية في الدفاع الجماعي، وخاصة في حلف شمال الأطلسي، أمر ضروري".

لذا، يهدف الجيش الفرنسي، بحلول عام 2027، إلى أن يكون قادرًا على نشر فرقة واحدة قوامها حوالي 25 ألف جندي في 30 يومًا.

الأسلحة المشتركة

في محاولة لمعرفة قدرة باريس على خوض الحرب، تناولت النسخة الأوروبية لصحيفة "بوليتيكو" مركز التدريب القتالي للجيش الفرنسي (CENTAC)، والذي تبلغ مساحته أكبر من مساحة باريس.

ووفق الصحيفة، فهو المكان الوحيد الذي يمكن أن تمارس فيه وحدات الجيش الفرنسي المختلفة من المشاة والمدرعات والمدفعية والمهندسين -والتي عادة ما تكون منتشرة في جميع أنحاء البلاد- التدريبات معًا.

وفي السيناريو المصمم للمتدربين الفرنسيين، هدفهم هو إبطاء أعدائهم. وقال ضباط المركز إن الدرس الرئيسي المستفاد من أوكرانيا هو "تجنب الهجمات المباشرة التي تؤدي إلى أعداد كبيرة من الضحايا وتفشل في دفع العدو إلى الخلف".

من أجل هذا، يجب على المشاة والمدرعات والمهندسين والمدفعية، المدمجة مع التكنولوجيا الجديدة مثل الطائرات المسيّرة -التي تنقل المعلومات إلى القوات وتوفر قوة قاتلة في ساحة المعركة- أن تعمل معًا بسلاسة.

ولفت أحد القادة إلى أن الحرب في أوكرانيا "عززت أهمية قتال الأسلحة المشتركة".

وقال: إنها الطريقة الوحيدة للقتال. الأمر المثير في أوكرانيا هو أن الدبابات تعمل بمفردها، وبالتالي لم تعد تعمل على الإطلاق".

وأكد أن عدم القدرة على التنسيق هو أحد الأسباب التي جعلت كلًا من أوكرانيا وروسيا غير قادرتين على اختراق الدفاعات المتقابلة، والتي تسيطر الآن على أكثر من 1000 كيلومتر من خط المواجهة.

حرب سهلة

في وقت سابق، أشارت "رابطة الجيش الأمريكي" إلى أن القوات الروسية "غير مدربة ولا تملك موارد كافية للأسلحة المشتركة"، وقد أجبر ذلك موسكو على الاعتماد على هجمات الموجات البشرية، بدلاً من تحقيق مكاسب سريعة.

ولأن شعار الفيلق الأجنبي الفرنسي هو "تدريب شاق وحرب سهلة"، ينخرط المتدربون في الحرب الإلكترونية، ويتعاملون مع تحديات اللوجستيات، والتهديدات الكيميائية، ويتعين عليهم اتخاذ قرارات عالية المخاطر أثناء حرمانهم من النوم.

ويتعلم الجنود أيضًا العمل باستخدام الخرائط، بدلًا من أجهزة الكمبيوتر والهواتف، فيما يسمى "الوضع المنخفض"، للاستعداد للمواقف في ساحة المعركة، حيث يتم التشويش على الشبكات من قبل خصومهم.

في الوقت الذي يكون فيه الجميع متصلين بشكل مفرط باستمرار، يريد مدربو CENTAC أن تكون القوات على دراية بمخاطر الاتصال بالإنترنت.