أثارت حاكمة نيويورك، كاثي هوشول، جدلًا كبيرًا منذ أمس الأربعاء، بعدما أعلنت أنها ستنشر 750 فردًا من الحرس الوطني، و250 من قوات الولاية، إلى جانب ضباط من هيئة النقل، لمساعدة شرطة المدينة في تفتيش الحقائب.
جاء ذلك في أعقاب سلسلة من الجرائم البارزة في قطارات المترو بالمدينة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك هجوم الأسبوع الماضي على سائق قطار أصيب بجرح في رقبته على يد مهاجم مجهول.
وقالت هوتشول أثناء إعلانها عن الخطة: "لا ينبغي لأي شخص يتجه إلى عمله أو لزيارة عائلته أو للذهاب إلى موعد مع الطبيب أن يقلق من أن الشخص الذي يجلس بجانبه يحمل سلاحًا فتاكًا. ولا ينبغي أن يقلقوا بشأن ما إذا كان شخص ما سيقوم بالتلويح بسكين أو بندقية".
وأضافت: "بالنسبة لمن يفكرون في إحضار مسدس أو سكين إلى مترو الأنفاق، فإن هذا على الأقل يخلق تأثيرًا رادعًا".
رد فعل
رغم مبررات حاكمة نيويورك لنشر التأمين الإضافي في أروقة المترو، قالت دونا ليبرمان، المديرة التنفيذية لاتحاد الحريات المدنية في نيويورك، إن الإعلان "مثال مؤسف على صنع السياسات من خلال المبالغة في رد الفعل".
وأضافت لمجلة "نيوزويك": صنع السياسة السليمة لن يأتي من المبالغة في رد الفعل على الأحداث التي، على الرغم من كونها فظيعة ومأساوية، لا ينبغي تحريفها على أنها موجة جريمة، وبالتأكيد لا تدعو إلى العودة إلى سياسات الماضي الفاشلة.
وقال جون ميلر، نائب مفوض شرطة نيويورك السابق، لشبكة "CNN" إن الحرس الوطني ليس من الشرطة، وتم نشره لتوفير حضور واضح للركاب.
لكنه أضاف: "السؤال الحقيقي هو ما إذا كان الوجود المرئي للحرس الوطني، والأشخاص الذين يرتدون الزي العسكري ويحملون أسلحة آلية، سيجعل الركاب يشعرون بالأمان أو بمزيد من الراحة؟".
الامتياز الأزرق
مقارنة بالعام الماضي، انخفضت الجرائم في نظام مترو الأنفاق في نيويورك بنسبة 15% في فبراير، وفقًا لبيانات الشرطة.
كما انخفضت الجريمة بشكل عام في مدينة نيويورك منذ ارتفاعها خلال جائحة كوفيد- 19.
لكن هوتشول قالت إن الكشف عن إحصائيات الجريمة "لم يكن مطمئنًا للركاب".
وأضافت: "القول بأن الأمور تتحسن لا يجعلك تشعر بالتحسن، خاصة عندما سمعت للتو عن شخص تعرض للطعن في الحلق، أو تم إلقاؤه على خطوط مترو الأنفاق. هناك تأثير نفسي".
ومؤخرًا، أعلن إيريك آدامز، عمدة مدينة نيويورك، أنه أرسل ألف ضابط شرطة إضافي إلى شبكة مترو الأنفاق في فبراير، بعد ارتفاع معدلات الجريمة في يناير.
رغم هذا، تساءل العديد من الأمريكيين عبر الإنترنت عن سبب نشر أعضاء الحرس الوطني في نظام مترو أنفاق نيويورك، وسط أزمة المهاجرين على الحدود بين تكساس والمكسيك.
وكتب أحد المعلقين على منصة X: "يمكن لنيويورك أن تضع الحرس الوطني ليفتش الناس مثل المجانين في مترو الأنفاق، لكن تكساس لا تستطيع ذلك على الحدود".
وأضاف في إشارة إلى هيمنة الديمقراطيين: "فهمت، إنه الامتياز الأزرق".