عقب انسحاب نيكي هيلي، رسميًا من السباق التمهيدي للحزب الجمهوري، لاختيار مرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما جعل الرئيس السابق دونالد ترامب الأوفر حظًا لنيل دعم الحزب الجمهوري، تصاعد الحديث عن المرشح الذي يمكن أن ينال ثقة أنصار هيلي، إذ ظهرت العديد من استطلاعات الرأي التي تنذر بإمكان خسارتهم لصالح الرئيس الحالي جو بايدن.
وحقق ترامب انتصارًا كاسحًا في السباق التمهيدي، الذي أجراه الحزب الجمهوري حتى الآن، بهدف اختيار المرشح الأوفر حظًا لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، التي تُجرى كل أربع سنوات، ومن المنتظر انطلاقها الثلاثاء 5 نوفمبر المقبل، وتأتي الانتخابات العامة في أمريكا، بحسب شبكة "إي بي سي" نيوز الأمريكية، بعد المؤتمرات الحزبية والانتخابات الأولية التي تجريها الأحزاب الرئيسية لتحديد مرشحيها، على أن يتم إعلان الفائز، يناير 2025.
أنصار هيلي
دائمًا ما كانت تؤكد نيكي هيلي، أن أنصارها لن يصوتوا لصالح الرئيس السابق دونالد ترامب، إذا أصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، على خلفية تعليقه بمنع أنصارها من الاشتراك بشكل دائم في حركته "أمريكا أولًا" - تراجع عنها بعد ذلك - وبحسب شبكة "إي بي سي" نيوز، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن العديد من ناخبي هيلي في بعض أجزاء البلاد لديهم الدافع للتصويت ضد ترامب، منهم 40% من ناخبي ولاية كارولينا الجنوبية وحدها.
ويرى الناخبون، الذين شاركوا في الثلاثاء الكبير، أنهم لا يرون ترامب يقوم بدور القدوة لأبنائهم، مشيرين إلى أنه إذا أصبح سباق 2024 بمثابة مباراة إعادة أخرى بين ترامب وبايدن، فإنهم سيفكرون في التصويت لصالح بايدن على الرغم من أن القرار سيكون صعبًا، وذلك يعود بسبب خوفهم مما ستبدو عليه الأمر الأمور في عهد ترامب مرة أخرى، ولا يريدون تكرار نفس الغلطة بالتصويت لترامب.
المخاوف العميقة
وكشف الاستطلاع الأولي، بحسب الشبكة الأمريكية، أن 78% من ناخبي هيلي في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري في ولاية كارولينا الشمالية، و69% في كاليفورنيا، و68% في فيرجينيا، غير مستعدين للتعبير عن دعمهم لمرشح الحزب، وهو ما علقت عليه حملة هيلي بأنه يكشف عن المخاوف العميقة والوحدة الغائبة التي يحتاجها الحزب لتحقيق النجاح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وبقدر ما يعتقد الناخبون، كما تشير الاستطلاعات، إلى أن ترامب وبايدن شخصيات كبيرة ومؤثرة، إلا أنهم لا يستطيعون دعم ترامب من أجل الحزب الجمهوري، مشيرين إلى أنهم يجدون الرئيس السابق "مُخيفًا"، وبمثابة مدفع طليق، لافتين إلى أنه بقدر عدم أهلية دعمهم لجو بايدن، إلا أنهم على الأقل يعرفون وجهه وماذا يريد، بعكس الرئيس السابق.
حظوظ بايدن
وتظهر استطلاعات الرأي أن أحد المجالات التي يمكن جذب ناخبي هيلي، منها الإجهاض، الذي يعتبره الديمقراطيون قضية رئيسية فائزة لصالحهم، وهو ما فسره دوج هي، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري ومدير الاتصالات السابق في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري للشبكة الأمريكية، بأنها مشكلة كبيرة تواجه ترامب في إقناع ناخبي هيلي بالوقوف بجانبه في نوفمبر.
ورغم أن تلك الاستطلاعات تعتبر مصدر ترحيب كبير لحملة الرئيس الحالي جو بايدن بإمكان جمع مؤيدين من هيلي، إلا أن الخبير الاستراتيجي كشف عن الرئيس الحالي هو الآخر لديه ضعف كبير في شعبيته، وغضب أكبر في قاعدته الانتخابية، بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، مشيرًا إلى أن ترامب يتفوق على بايدن في قضية تلو الأخرى، وهو ما يجعل الحسابات أكثر صعوبة.