الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جحيم الاحتلال.. أطفال غزة يموتون جوعا

  • مشاركة :
post-title
أطفال فلسطينيون يحاولون الحصول على الغذاء فى غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

حرم العدوان الإسرائيلي على غزة، الأطفال في القطاع من جميع مقدرات الحياة، والعشرات منهم يموتون جوعًا، جراء النقص الحاد في الغذاء والوقود والأدوية.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية، أمس الإثنين، من أن عشرات الأطفال يموتون جوعًا في مستشفى العودة ومستشفى كمال عدوان شمالي غزة، جراء النقص الحاد في الغذاء والدواء والوقود.

وقال تيدروس جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أمس الإثنين بعد زيارة إلى شمال غزة: "نتائج قاتمة.. مستويات حادة من سوء التغذية، أطفال يموتون جوعًا، نقص خطير في الوقود والغذاء والإمدادات الطبية، مباني المستشفيات مدمرة"، مؤكدًا أن نقص الغذاء أدى إلى وفاة عشرة أطفال في مستشفى كمال عدوان شمال غزة.

وأعلنت مصادر طبية ارتفاع عدد الأطفال المتوفين في قطاع غزة؛ بسبب سوء التغذية وعدم توفر العلاج لـ16 طفلًا، بعد وفاة طفل في مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح الفلسطينية.

وحذر العاملون في المجال الإنساني بالأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء الماضي، من أن ما يزيد على نصف مليون شخص من سكان قطاع غزة "هم قاب قوسين من المجاعة".

"انفجار" في وفيات الأطفال

كما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من أن النقص المقلق في الغذاء وتزايد سوء التغذية والأمراض، قد يؤديان إلى "انفجار" في عدد وفيات الأطفال في غزة.

وذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية في تقرير لها، أن الأطفال يتضورون جوعًا حتى الموت في قطاع غزة المحاصر، حيث يأكل الناس أوراق الشجر وطعام الحيوانات في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، في 7 أكتوبر الماضي، يعيش الأطفال الفلسطينيون في القطاع في ظل العنف والتشرد والمجاعة وانقطاع التعليم، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، في تقرير لها.

وقال التقرير، إن مئات الأطفال في غزة تيتموا، بينما يعاني آخرون من الخوف من استشهاد آبائهم في الغارات الإسرائيلية، وتم استبدال أيام اللعب مع الأصدقاء أو الذهاب إلى المدرسة بالنزوح القسري من ملجأ إلى آخر - دون أي وعد بالأمان.

ونقلت الشبكة عن العديد من الآباء ومقدمي الرعاية، إنهم يكافحون من أجل شرح الحرب للأطفال، الذين يقولون إنهم يتعرضون للرعب النفسي بسبب القصف المستمر.

مرحلة قاتمة

ووصلت الهجمات الإسرائيلية في غزة إلى مرحلة جديدة قاتمة، فقد استشهد أكثر من 30 ألف فلسطيني، منهم ما لا يقل عن 8000 من النساء وحوالي 12550 طفلًا. وفي المتوسط، تسببت الغارات الإسرائيلية على غزة في مقتل ما يقرب من 90 طفلًا يوميًا منذ بدء الحرب، وفقًا لحسابات "سي. إن. إن".

وأوضحت الشبكة، أن العدوان الإسرائيلي على غزة، أدى إلى هدم منازل عائلات، وهدم أحياء بأكملها، وحول مساحات شاسعة من القطاع إلى أراضٍ قاحلة مليئة بالأنقاض. وأشارت إلى أنه الأسابيع الأخيرة، كثف جيش الاحتلال غاراته الجوية في وسط وشمال غزة، قبل الهجوم البري المتوقع على رفح الفلسطينية جنوب غزة، ويخشى النازحون أن لن يكون هناك مكان للفرار إليه.

وحسب الشبكة، تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 30% من سكان غزة ليس لديهم منزل يعودون إليه، حيث إن أكثر من 60% من الوحدات السكنية في جميع أنحاء القطاع إما مدمرة كليًا أو متضررة جزئيًا، حسبما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في فبراير.

وأصيب العديد من الأطفال بإصابات غيرت حياتهم؛ جراء الغارات الإسرائيلية، وفق "اليونيسف"، التي ذكرت أن حوالي 1000 طفل فقدوا ساقًا واحدة أو كلتيهما منذ بداية الحرب وحتى نهاية نوفمبر.

وكان العاملون في مجال الصحة الفلسطينية، قد أخبروا "سي إن إن" سابقًا، أنهم لا يستطيعون تقديم العلاج المنقذ للحياة للفلسطينيين المصابين في الحرب، بما في ذلك الأطفال والرضع؛ لأن القصف الإسرائيلي وحصار مستشفيات غزة أدى إلى سحق النظام الطبي. ويزعم جيش الاحتلال أن حماس تستخدم المستشفيات في عملياتها العسكرية.

تهديد ثلاثي

وقد حذرت "اليونيسيف" في يناير، من تهديد ثلاثي يواجه الأطفال في غزة، ليس فقط خطر الحرب المستعرة، بل وأيضًا خطر سوء التغذية والمرض. وأدى القصف الإسرائيلي والقيود المفروضة على دخول المساعدات إلى القطاع إلى تقليص إمدادات الغذاء والمياه بشكل كبير، مما يعرض جميع السكان لخطر المجاعة.

وبات جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية. ومنذ ديسمبر، يعاني ما يقرب من 200 ألف شخص إضافي من مستويات كارثية من الجوع، وهي فئة تضم الآن أكثر من ربع السكان، وفق الأمم المتحدة.

وفي فبراير، علقت الأونروا، وكالة الإغاثة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة في غزة، تسليم المساعدات إلى شمال غزة بعد هجوم إسرائيلي على إحدى قوافلها، مما زاد من تقييد المساعدات. وبعد فترة وجيزة، أوقف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أيضًا عمليات التسليم، بحجة الهجمات.

وتشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل ستة أطفال دون سن الثانية في شمال غزة يعاني من سوء التغذية الحاد، وفقًا لتقييم أجرته مجموعة التغذية العالمية، التي يشترك في رئاستها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف.

وقد تم تهجير ما لا يقل عن 1.7 مليون من سكان غزة قسرًا، وفقًا للأمم المتحدة. وقد لجأ العديد من هؤلاء -بما في ذلك حوالي 610 آلاف طفل- إلى ملاجئ ضيقة في رفح الفلسطينية، وفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة.

وقالت "اليونيسف" في فبراير، إن ما يصل إلى 17 ألف طفل في غزة غير مصحوبين بذويهم أو منفصلون عنهم، أي حوالي 1% من إجمالي السكان النازحين. والأطفال الذين استشهد آباؤهم في القصف الإسرائيلي، أو الذين انفصلوا عن أولياء أمورهم، يضطرون إلى القيام بدور الأبوة والأمومة لأشقائهم الصغار.

وذكرت "اليونيسف" أن ما يقرب من 20 ألف طفل ولدوا في غزة في الفترة من 7 أكتوبر إلى 19 يناير، مما يعني أن العديد من الأطفال حديثي الولادة بدأوا حياتهم وسط هذه الظروف القاسية.

ومن المتوقع أن يخسر الأطفال في غزة سنة دراسية على الأقل بسبب الحرب، بحسب الأمم المتحدة. وقد حدد تقييم للأضرار أجرته "اليونيسف" أخيرًا أن أكثر من 160 مبنى مدرسيًا قد أصيب بشكل مباشر.

وأضافت اليونيسف أنه لا يوجد مكان آمن لأكثر من 625 ألف طالب يحتاجون إلى التعليم، واستشهد واحد من كل 100 معلم وواحد من كل 130 طالبًا في الغارات الإسرائيلية، حتى 30 يناير.

وتضاعف عدد الأطفال المحتاجين إلى دعم الصحة العقلية إلى أكثر من مليون طفل منذ بداية الحرب - جميع الأطفال تقريبًا في القطاع، وفقًا لتقديرات "اليونيسف".

ونقلت "سي. إن. إن" عن إخصائي صحة نفسية نازح في رفح الفلسطينية، يعالج المرضى في عيادة تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية، أن الأطفال في غزة تظهر عليهم أعراض تشمل "التبول اللاإرادي والكوابيس، وقلق الانفصال، وقلق الموت، وتجنب المواقف الاجتماعية والخوف من مغادرة المنزل"، وأضاف: "هذا الوضع الذي نمر به لم يسبق له مثيل في الحروب السابقة".