انتخب البرلمان الباكستاني، اليوم الأحد، شهباز شريف رئيسًا للوزراء في البلاد لولاية ثانية، بعد مرور ثلاثة أسابيع على الانتخابات العامة غير الحاسمة، التي سببت تأخيرًا في تشكيل حكومة ائتلافية.
وصوّت الباكستانيون في الثامن من فبراير، في انتخابات شهدت حجب الإنترنت عن الهواتف المحمولة إلى جانب اعتقالات وأعمال عنف قبل التصويت، كما أدى تأخر إعلان النتائج بشكل غير عادي إلى إثارة اتهامات بالتزوير، بحسب قناة "جيو" التلفزيونية الباكستانية.
وبذلك، عاد "شريف" إلى المنصب الذي كان يشغله حتى أغسطس عندما تم حل البرلمان قبل الانتخابات، وتولت حكومة تصريف أعمال المسؤولية.
وجرى التصويت في البرلمان، الذي عقد جلسته الأولى يوم الخميس الماضي، وسط إجراءات أمنية مشددة في ظل احتجاج مرشحين مدعومين من رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان على نتيجة الانتخابات، مع المطالبة بإطلاق سراحه.
من هو شهباز شريف؟
ولد محمد شهباز شريف عام 1951 في لاهور بإقليم البنجاب لعائلة من الطبقة العليا المتوسطة تعمل في صناعة التعدين، وهو حاصل على بكالوريوس في الآداب من جامعة لاهور.
وشريف (73 عامًا) هو الأخ الأصغر لنواز شريف الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات غير متتالية.
انتُخب "شهباز" عضوا في مجلس إقليم البنجاب عام 1988، وفي الجمعية الوطنية الباكستانية عام 1990. وفي عام 1997 انتخب للمرة الأولى رئيسًا لحكومة البنجاب، المنطقة الأغنى والأكثر اكتظاظًا بالسكان في باكستان. وتسلم هذا المنصب لثلاث دورات.
تولى "شهباز" زعامة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بعد شقيقه "نواز" الذي أسس الحزب، وعلى غرار أخيه، واجه اتهامات بالفساد وغسيل الأموال من قبل مكتب المحاسبة الوطني الباكستاني، وفي عام 2019، صادرت هيئة مكافحة الفساد عددًا من العقارات التي تعود ملكيتها إليه وإلى نجله حمزة، واتهمتهما بتبييض الأموال.
تزوج شهباز من نصرت شهباز عام 1973 وأنجبا أربعة أبناء، هم: سلمان وحمزة وجافيريا وربيعة. وفي عام 2003، تزوج شهباز من زوجته الثانية تهمينة دوراني، ويعيش حاليًا في منزل أجداده في لاهور، في قصر راويند.
ويعد شهباز رجل أعمال ناجحًا، إذ يمتلك بشكل مشترك مجموعة اتفاق، والتي تضم شركات للصلب تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات. وفي عام 2013، لوحظ أن شهباز أغنى من شقيقه الأكبر نواز بثروة تُقدر بـ 2.1 مليون دولار أمريكي.
تم ترشيح شهباز لمنصب رئيس الوزراء من قبل أحزاب المعارضة في 10 أبريل 2022 بعد تصويت بحجب الثقة عن رئيس الوزراء السابق عمران خان بعد الأزمة الدستورية الباكستانية لعام 2022، وتم انتخابه رئيسًا للوزراء في 11 أبريل 2022، وأدى اليمين الدستورية في نفس اليوم أمام رئيس مجلس الشيوخ صادق سنجراني، الذي كان ينوب عن الرئيس عارف علوي الذي كان في إجازة طبية.