الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فوانيس رمضان تزين خيامهم.. أطفال غزة يأملون بالعودة إلى ديارهم

  • مشاركة :
post-title
زينة رمضان على خيام الفلسطينيين

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

قبل الحرب، كان محمد حمودة وزوجته دينا يتجولان على طول الشواطئ في شمال غزة، حيث كان أطفالهما الثلاثة الصغار يحبون السباحة، ويستمتعون بتناول الآيس كريم، وركوب الجِمال على الشاطئ.

وفي أيام أخرى، كانت الأسرة تجلس مع أقاربها في الشرفة المطلة على حديقة خضراء في منزلهم ببيت لاهيا، وقال "حمودة" العامل الصحي النازح لشبكة "CNN": "كان أطفالي يعيشون حياة بسيطة.. كنا نخرج في عطلات نهاية الأسبوع.. لقد اعتادوا على الاستمتاع بوقتهم كثيرًا.. والآن، تم استبدال صوت الضحك بصوت الضربات الإسرائيلية التي تنهمر على القطاع".

وفي محاولة لهزيمة اليأس، زيّن الفلسطينيون الذين فروا من هجمات الجيش الإسرائيلي ولجأوا إلى منطقة تل السلطان في رفح، جنوبي القطاع، خيمهم بفوانيس رمضان والإضاءة، بمناسبة اقتراب شهر رمضان.

وفي حين تتواصل الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر دون انقطاع، قبل أيام قليلة من شهر رمضان، فإن الفلسطينيين في مدينة رفح، الواقعة جنوب غزة على الحدود المصرية، يحتفلون بـفانوس رمضان، وبدأوا مبيعاته. ومع ذلك، فإن قصف الاحتلال لا يزال يلقي بظلاله على السلام في شهر رمضان.

وذكر "حمودة" من رفح، حيث فرّت الأسرة: "إنهم خائفون للغاية.. علينا أن نكون إلى جانبهم طوال اليوم، إنهم يسألونني دائمًا عن موعد عودتنا إلى المنزل.. لكن العائلة ليس لديها منزل لتعود إليه.. وعلموا مؤخرًا أن منزلهم في بيت لاهيا دُمر (في القصف)".

أصغر أبناء حمودة، كريم، عامان، لا يزال صغيرًا جدًا على الفهم، لكن طفليه الأكبرين، إيلا، 6 أعوام، وسيلا، 4 أعوام، تأثرتا بالخسارة ولم تتوقفا عن البكاء.. وقال: "لم أجد أي كلمات لتواسيها (إيلا).

وقالت إيلا لشبكة CNN في رسالة صوتية: "أفتقد غرفتي وألعابي.. أتمنى أن أرى المدرسة، وأرى أصدقائي ومعلميّ، فيما ذكر "حمودة" أنه لم يستطع إخبار ابنته أن أميرة -صديقة إيلا المقربة- استُشهدت مع والديها في غارة على منزلهم في بيت لاهيا، في نوفمبر.. واقتصر على إخبارها بوفاة والدي أميرة، اللذين كانا صديقين مقربين للعائلة.

وقال حمودة إن "إيلا بكت كثيرًا، وكانت حزينة جدًا وتوقفت عن الأكل.. وطلبت مني إحضار هؤلاء الأطفال بعد انتهاء الحرب وأخذهم إلى الشاطئ، لأعوضهم لأنهم فقدوا والديهم، حتى يكون لها دور في مساعدتهم وتهدئتهم".

ومن بين 2.2 مليون شخص يعيشون في غزة، نصفهم تقريبًا تحت سن 18 عامًا، ونتيجة للحصار الذي تفرضه إسرائيل، أصبحت حياة الشباب في القطاع أكثر هشاشة.

وكان متوسط العمر المتوقع للفلسطينيين في غزة أقل بالفعل بعقد من الزمن عما هو عليه في إسرائيل، مع ارتفاع معدلات الأطفال حديثي الولادة والرضع ومعدل الوفيات أعلى بثلاثة أضعاف، منذ بداية الحرب.

بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر على العدوان الإسرائيلي، يعيش الأطفال الفلسطينيون في غزة في ظل العنف والتشرد والمجاعة وانقطاع التعليم. وفي حين تيتم الكثير منهم، يعاني الآخرون من الخوف من فقدان والديهم بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.

وقال العديد من الآباء لشبكة "CNN": "لقد تم استبدال الأيام التي قضيناها في اللعب مع الأصدقاء أو الذهاب إلى المدرسة بالنزوح القسري من ملجأ إلى آخر، دون أي وعد بالأمان". إنهم يكافحون من أجل شرح الحرب للأطفال، الذين يقولون إنهم يتعرضون للرعب النفسي بسبب القصف المتواصل.

وصلت الهجمات الإسرائيلية في غزة الآن إلى مرحلة جديدة قاتمة، حيث استشهد أكثر من 30 ألف فلسطيني، منهم ما لا يقل عن 8000 منهم من النساء ونحو 12550 طفلًا. وتتسبب الغارات الإسرائيلية على غزة في استشهاد ما يقرب من 90 طفلًا يوميًا منذ بدء الحرب، بحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.