لا تزال طلبات اللجوء إلى القارة العجوز، في تزايد مستمر بعدما أظهر التقرير السنوي الجديد الصادر عن وكالة اللجوء ارتفاع عدد طالبي اللجوء في أوروبا بنسبة 18%، العام الماضي، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
ويعد التعامل مع المهاجرين الذين يريدون القدوم إلى أوروبا إحدى القضايا المثيرة للجدل الرئيسية في السياسة الأوروبية منذ عقود، إذ تؤدي محاولات عبور البحر الأبيض المتوسط بشكل متكرر إلى كوارث دامية.
وتجاوز عدد طالبي اللجوء في أوروبا بشكل ملحوظ حاجز المليون، العام الماضي، وسجلت وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي، ومقرها جزيرة مالطا بالبحر الأبيض المتوسط، ما مجموعه 1.14 مليون طلب في الدول الأعضاء الـ27 بالاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى النرويج وسويسرا، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 18%.
ووفقًا لوكالة اللجوء، فإن معظم المتقدمين جاءوا مرة أخرى من سوريا، تليها أفغانستان، ومع نهاية العام، وبعد الحرب على غزة في أكتوبر من العام الماضي، تزايدت رغبة الفلسطينيين في الذهاب إلى أوروبا، وظلت ألمانيا إلى حد بعيد أهم دولة مستهدفة، إذ تم تسجيل 334 ألف طلب جديد بين يناير وديسمبر 2023.
وفي العام السابق، ظل العدد الإجمالي للطلبات أقل بقليل من المليون بعد تسجيل 996.000، وبلغت ذروة الأرقام في عامي 2015 (1.4 مليون) و2016 (1.3 مليون)، ولا يشمل الإحصاء أكثر من 4.4 مليون شخص من أوكرانيا، الذين لجأوا إلى الاتحاد الأوروبي وحصلوا على حماية مؤقتة نتيجة للحرب الروسية.
ومقارنة بالسنوات السابقة، تمت الموافقة على عدد أكبر بكثير من الطلبات من قبل دول الاتحاد الأوروبي، وبلغت نسبة ما يسمى بالاعتراف 43%، وهي أعلى نسبة منذ 7 سنوات.
وفي ديسمبر، قرر الاتحاد الأوروبي إجراء إصلاح بعيد المدى لنظام اللجوء المشترك لديه، مع فرض قيود كبيرة على المهاجرين غير الشرعيين، في المستقبل، سيخضع الأشخاص الذين لديهم فرصة ضئيلة للاعتراف بهم لإجراءات سريعة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.