تنبأ الإعلام الغربي منذ شهر يناير الماضي باستهداف الحوثيين الكابلات البحرية الحيوية لتعطيل الإنترنت والاتصالات الدولية، حتى تحولت تلك النبوءة إلى واقع تعاني منه بعض الدول، لكن الحوثيين نفوا أي علاقة لهم بهذا الأمر.
إميلي ميليكين
وفي آخر يناير الماضي كتبت إميلي ميليكين مقالًا على موقع "منتدى الخليج" الدولي، تحت عنوان "الكابلات البحرية الضحية التالية لهجمات البحر الأحمر" يتناول خطورة احتمال هجوم الحوثيين على الكابلات البحرية.
وإميلي ميليكين هي نائبة رئيس شركة Askari Defense & Intelligence, LLC ومقرها أرلينجتون بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، التي رأت في مقالها أن الحوثيين ربما يستهدفون الكابلات البحرية الحيوية، ما يشير إلى تهديد متزايد يمكن أن يعطّل الاتصالات الدولية والاقتصاد العالمي على نحو خطير.
واستندت كاتبة المقال في تقييمها للوضع إلى خريطة زعمت أن "قناة على تليجرام مرتبطة بالحوثيين نشرتها وتوضح شبكات كابلات الاتصالات البحرية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي".
واعتبرت أن الحوثيين تمكنوا من تكييف بعض تكتيكاتهم البحرية لاستهداف البنية التحتية الحيوية للاتصالات، بينما تقلل مياه الخليج الضحلة، التي يصل عمقها إلى 100 متر فقط، من الحاجة إلى غواصات عالية التقنية لإنجاز المهمة".
تهديد حوثي
في وقت سابق من فبراير، أفاد موقع "تيك سنترال" أن التهديد الحوثي بتدمير البنية التحتية للإنترنت في البحر الأحمر، إذا تم تنفيذه، قد لا يكون كافيًا لزعزعة استقرار شبكة الإنترنت في إفريقيا.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية ووسائل إعلام أخرى في ذلك الوقت، أن شركات الاتصالات المرتبطة بالحكومة اليمنية تخشى أن يهدد الحوثيون قبالة الساحل بتدمير البنية التحتية للكابلات البحرية التي تربط أجزاء من الشرق الأوسط وإفريقيا ومعظم آسيا بالعالم الغربي.
خلل في الكابلات
وقالت شركة "سيكوم" إنها "تواصل نقل حركة المرور عبر الكابل الخاص بها بين كينيا وتنزانيا وموزمبيق وجنوب إفريقيا لخدمات النقل وخدمات IP (بروتوكول الإنترنت)".
وحذّرت الشركة عملاءها في وقت سابق من هذا الشهر من أن أي انقطاع في نظام الكابلات في البحر الأحمر قد يتأثر بالتأخير في عمليات الإصلاح بسبب عدم استقرار المنطقة، وقالت في بيانها: "يعمل الفريق حاليًا على وضع الجداول الزمنية للترميم وسيقوم بتوصيل هذه الخطط إلى عملائنا".
وأمس الاثنين، أعلنت شركة الاتصالات الدولية "سيكوم" عن خلل في بنيتها التحتية بالبحر الأحمر، ما أثر على نظام الكابلات في إفريقيا، فيما توجهت الشكوك نحو منطقة نشاط الحوثيين كمكان محتمل للعطل.
وذكرت الشركة أن جزءًا من نظام الكابلات الذي يمر عبر البحر الأحمر توقف عن العمل بشكل صحيح، ما أثر على تدفق المعلومات بين إفريقيا وأوروبا.
اتهام إسرائيلي
ورجّح موقع Globes الإسرائيلي وقوف "جماعة الحوثيين وراء تخريب عدة كابلات اتصالات ممتدة تحت البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن"، التي تربط بين شبه الجزيرة العربية وإفريقيا.
وحسب تقرير Globes، فإن أربعة من هذه الكابلات تابعة لشركات AAE-1 وSeacom وEIG وTGN تعرضت للخلل، ما تسبب في انقطاع خطير لاتصالات الإنترنت بين أوروبا وآسيا، لتصبح دول الخليج والهند من أكبر المتضررين.
وتشير التقديرات إلى أن الأضرار التي لحقت بأنشطة الاتصالات كبيرة، لكنها ليست خطيرة لأن كابلات أخرى تمر عبر نفس المنطقة وتربط آسيا وإفريقيا وأوروبا، لم تتعرض للضرر. قد يستغرق إصلاح هذا العدد الكبير من الكابلات تحت الماء ثمانية أسابيع على الأقل، وفقًا للتقديرات.
نفي يمني حوثي
لكن اليوم الثلاثاء، نفت وزارة الاتصالات اليمنية في بيان رسمي، صحة ما يروج له الإعلام الإسرائيلي حول تضرر عدد من الكابلات البحرية في البحر الأحمر السبت الماضي.
وأوضحت الوزارة: "نجدد الحرص على تجنيب جميع كابلات الاتصالات وخدماتها أي مخاطر وعلى تقديم التسهيلات اللازمة لإصلاحها وصيانتها".
وقال عضو المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" حزام الأسد، في نشرتها وكالة "سبوتنيك": "لا يوجد أي استهداف من جانب اليمن لكابلات الإنترنت وقد أكدنا ذلك مرارا، وهذا مجرد تحريض تسعى من خلاله تل أبيب وواشنطن ولندن لتأليب الرأي العالمي علينا، بدلًا من وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي المسنود بالدعم العسكري الأمريكي والغربي بحق سكان قطاع غزة".