وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسومين يقضيان رسميًا بإعادة تأسيس منطقتي موسكو ولينينجراد العسكريتين، وينظمان الجهود الكبرى لإعادة هيكلة وإصلاح المؤسسة العسكرية الروسية.
وبالتزامن مع الهيكلة العسكرية، بدأ الكرملين "عمليات إعلامية" ضد مولدوفا وكذلك دول البلطيق والدنمارك وفنلندا "ربما بهدف خلق ظروف مماثلة كالتي سبقت غزو أوكرانيا"، بحسب "يورونيوز".
في الوقت نفسه، حذّر جهاز المخابرات الخارجية الإستونية من أن الوضع الأمني في أوروبا، وعلى طول حدود إستونيا، في المستقبل القريب، يعتمد على ما إذا كانت أوكرانيا، بدعم من حلفائها، قادرة على هزيمة الغزو الروسي.
تعزيز هيمنة موسكو
وفقًا لمعهد دراسات الحرب الأمريكي ISW، فإن خطوة إعادة تقسيم المناطق العسكرية الروسية، لها هدفان متوازيان، هما دعم جهود موسكو لتعزيز سيطرتها على العمليات الروسية في أوكرانيا، والاستعداد لحرب تقليدية واسعة النطاق محتملة ضد الناتو في مرحلة ما في أوكرانيا.
ووفق إعادة الهيكلة، سوف يمتد نظام الدفاع الصاروخي المتعدد الأطراف LMD، المعاد فصله، على طول الحدود الشمالية الشرقية لحلف شمال الأطلسي.
كما سيمتد بقية نظام الدفاع الصاروخي المتعدد الأطراف LMD على حدود شمال شرق أوكرانيا وبولندا، وهو ما سيسمح لروسيا بالوقوف في الوقت نفسه ضد حلف شمال الأطلسي، وتبسيط القيادة والسيطرة في الحرب في أوكرانيا.
وحتى الآن، كانت معظم هذه الأراضي تقع ضمن المنطقة العسكرية الغربية، التي تم تشكيلها في عام 2010 من خلال دمج المنطقتين الأصليتين.
وقال تقرير المعهد: "لقد ادعى بوتين، سابقًا، أنه من الضروري إنشاء نظام الدفاع الصاروخي LMD بعد انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي في عام 2023، ما يشير إلى نية الكرملين الواضحة لاستخدام نظام الدفاع الصاروخي للوقوف ضد الناتو".
ماكرون وحيدًا
تأتي قرارات تنظيم مناطق موسكو العسكرية في مواجهة خطط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أعلن عنها في ختام مؤتمر أوكرانيا في باريس، لإرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، قائلًا إنه "أمر لا ينبغي استبعاده"؛ وهو الأمر الذي رفضه حلفاؤه الغربيون.
وعارض المستشار الألماني أولاف شولتس، بوضوح، خطط الزعيم الفرنسي، مؤكدًا أنه لن تكون هناك قوات برية أو جنود على الأراضي الأوكرانية تابعة للدول الأوروبية أو دول الناتو.
وأشار شولتس إلى أن المداولات التي جرت في المؤتمر الدولي لأوكرانيا في باريس أكدت أن هناك إجماعًا فيما يتعلق بهذه القضية
ووافقت ألمانيا في الرأي كل من بريطانيا ودول أوروبية أخرى، اليوم، وأكدت أن ليس لديها خطط لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا.
وكانت ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا والتشيك قد نأت بنفسها، منذ البداية، عن إرسال قوات برية إلى الحرب الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث.
في المقابل، حذّر الكرملين من أن أي تحرك من هذا القبيل سيؤدي حتمًا إلى صراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، عن تصريحات ماكرون: "إنه من المهم مناقشة إمكانية إرسال وحدات معينة إلى أوكرانيا من دول".