أفضت مراجعة داخلية للبنتاجون -بشأن السرية التي أحاطت بدخول وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، للمستشفى الشهر الماضي- إلى أنه يجب تحسين عمليات الاتصال داخل الهيكل الإداري، لكنها انتهت إلى أنه لم تكن هناك أي مخالفات جسيمة من قبل كبار المسؤولين.
ووفقًا لما نقلته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، فقد أوضحت البنتاجون في ملخص رفعت عنه السرية للتحقيق الذي استمر 30 يومًا في الحادث أنه "لم يظهر أي شيء تم فحصه خلال هذه المراجعة أي مؤشر على سوء النية أو محاولة التعتيم، تم اعتماد العديد من الإجراءات لضمان سلسلة قيادة سلسة، وتم نشر هذه الخطوات عندما تم نقل أوستن مرة أخرى إلى المستشفى في وقت سابق من هذا الشهر بسبب "مشكلة مثانة طارئة".
دون علم الرئيس جو بايدن ومسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية، خضع وزير الدفاع البالغ من العمر 70 عامًا لعملية جراحية لسرطان البروستاتا في 22 ديسمبر الماضي، إلا ان أوستن أصيب بألم شديد في البطن في 1 يناير وتم نقله بواسطة سيارة إسعاف "خفية" إلى مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني في بيثيسدا بولاية ماريلاند، حيث ظل في المستشفى مصابًا بعدوى في المسالك البولية حتى 13 يناير.
تم استبعاد كبار مسؤولي البيت الأبيض بمن فيهم الرئيس بايدن عن إطلاعهم بحالة وزير الدفاع لويد أوستن الصحية الحرجة، حيث لم يعلموا بنقله إلى وحدة العناية المركزة في المستشفى يوم 2 يناير الماضي إلا في الرابع يناير الماضي، وقد كانت حالته الصحية خطيرة لدرجة استلزمت إبقاءه تحت المراقبة الطبية اللصيقة.
كما لم تعلم كاثلين هيكس -نائبة أوستن- بحالته الصحية إلا بعد 3 أيام، علما أنها كانت في إجازة في بورتوريكو في ذلك الوقت، حيث تولت مهام وزير الدفاع بشكل مؤقت دون أن تكون على علم بظروفه الصحية.
أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" بيانًا إخباريًا قصيرًا في الخامس من يناير حول دخول وزير الدفاع لويد أوستن للمستشفى، إلا أنها لم تكشف إلا في التاسع من الشهر ذاته عن تشخيصه بسرطان البروستاتا في أوائل شهر ديسمبر الماضي. وأوستن الذي يبلغ من العمر 70 عامًا يعمل سابقًا كجنرال في الجيش الأمريكي وعضو مجلس إدارة شركة رايثيون للصناعات الدفاعية.
ووفقًا لتحقيق وزارة الدفاع، فإن موظفي أوستن كانوا محدودين في مشاركة تفاصيل حالته الصحية، بسبب قوانين الخصوصية الطبية، كما ترددوا في الاستفسار عن تفاصيل أكثر خوفًا من "التدخل"، ورغم أن عملية نقل صلاحياته كان من الممكن تحسينها، إلا أنه لم يتم العثور على دلائل تشير إلى وقوع أي خطأ أو مخالفات متعمدة.
اعترف أوستن في مؤتمر صحفي في الأول من فبراير، بأن تشخيص سرطانه لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، وقال "كان يجب عليّ أيضًا أن أخبر فريقي والجمهور الأمريكي، وأتحمل المسؤولية الكاملة، أعتذر لزملائي وللشعب الأمريكي."
واشتملت الإصلاحات التي تم تبنيها نتيجة للمراجعة خطوات لجعل النواب أكثر استعدادًا لملء منصب وزير الدفاع "العاجز عن أداء علمه" بسرعة وسلاسة حال تعرضه لأي موقف مفاجئ.