الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مقتل الآلاف ونزوح الملايين.. الصمت العالمي يهدد مستقبل السودان

  • مشاركة :
post-title
آلاف النازحين جراء الحرب في السودان

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بسبب التركيز على ما يحدث في قطاع غزة والحرب الروسية الأوكرانية، توارت الأنظار العالمية تمامًا عما يحدث في السودان من دمار وقتل وتهجير، على خلفية الصراع الدائر بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع، وهو الأمر الذي حذرت بسببه الأمم المتحدة، من أن ما يصل إلى مليون شخص يمكن أن يكونوا في عداد الموتى نتيجة المجاعة.

وانطلقت الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وبين ميليشيات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير بـ "حميدتي"، في 15 أبريل 2023، واقتصرت الاشتباكات في البداية عند العاصمة الخرطوم، إلا أنها سرعان ما تفشت في المدن والبلدات الأخرى بالولايات المختلفة؛ وهو ما أدى إلى قتل المدنيين، ونزوح الملايين، الذين أصبح عددهم هو الأكبر على مستوى العالم، إلى البلدان المجاورة.

سبب الحرب

وترجع أصول الحرب الدائرة الأن إلى تمرد قامت به الأقليات القبلية في منطقة دارفور الغربية قبل 20 عامًا، وهو ما دفع البشير، بحسب الجارديان البريطانية، إلى تفويض ميليشيا الجنجويد لقمع التمرد بدلاً من نشر الجيش، وهو الأمر الذي أدى إلى صراع كبير راح ضحيته ما يصل إلى 300 ألف شخص، وفي النهاية تحول الجنجويد إلى قوات الدعم السريع، كمجموعة شبه عسكرية.

بعد الإطاحة بالبشير، دخل المدنيون والعسكريون في اتفاق لتقاسم السلطة، إلا أن الالتزام بالانتقال المخطط له إلى الديمقراطية في عام 2021 فشل، وأعلنت حالة الطوارئ وتولى حميدتي قيادة قوات الدعم السريع وأصبح نائبًا للبرهان، وخلال عام ونصف تزايدت التوترات بين الجانبين، خلال محاولات دمج الدعم السريع في الجيش، وسرعان ما انفجرت أعمال العنف من منطقة إلى منطقة في العاصمة الخرطوم، ثم انتشر الصراع في جميع أنحاء البلاد تقريبًا.

السودانيون يواجهون أزمات كبيرة بسبب الصراع
المعاناة واليأس

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 14 ألف شخص قتلوا في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل من العام الماضي، ولكن بحسب الجارديان البريطانية، يمكن أن يكون العدد أكبر من ذلك بكثير، حيث أشار تقرير مسرب للأمم المتحدة إلى أنه خلال ثلاثة أشهر من العام الماضي قُتل ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص في مدينة واحدة هي الجنينة بغرب دارفور وحدها.

وبسبب الحرب، فر أكثر من ثمانية ملايين شخص من منازلهم، منهم خمسة ملايين من الأطفال، بينهم 2.1 مليون طفل دون سن الخامسة، وبحسب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فإن جميع الروايات الواردة من السودان لا تتحدث إلا عن الموت والمعاناة واليأس، ف صراع وصفته بأنه لا معنى له وانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان دون أن تلوح نهاية في الأفق.

مستقبل غامض للصراع في السودان
غياب المساعدات

دفع احتياج حوالي 25 مليون شخص – أي نصف سكان السودان – إلى المساعدات الإنسانية، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من الجهات المانحة مبلغ 2.7 مليار دولار للمساعدة في التعامل مع الأزمة، إلا أنه حتى الآن لم يتم جمع سوى 3.5% من هذه الأموال، ويرجع هذا الصمت الدولي والنقص في المساعدات، إلى تركيز المجتمع الدولي على الأزمات في أوكرانيا وغزة.

وفي الوقت ذاته اشتكى مسؤولو الأمم المتحدة على الأرض من العقبات البيروقراطية المتعمدة، أمام التأشيرات وتصاريح نقل المساعدات، إلى من هم في أمس الحاجة إليها، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة غذائية، حيث حذر تقرير حديث صادر عن المعهد الهولندي للعلاقات الدولية "كلينجينديل" من أن نصف مليون شخص من المرجح أن يقتلوا بسبب المجاعة بحلول شهر يونيو، وفي أسوأ السيناريوهات، يقول المعهد إنه قد يموت مليون شخص.