بات الآلاف من الفلسطينيين ينتظرون الموت إما بالجوع وإما بالاستهداف الإسرائيلي، في ظل صمت دولي مريب أمام هذه المعاناة والقتل اليومي.. هكذا كانت آخر الصرخات الفلسطينية الصادرة من مديرية الدفاع المدني في قطاع غزة.
وأصدرت مديرية الدفاع المدني في قطاع غزة، بيانا حذرت فيه "من أن استمرار منع إسرائيل إدخال الغذاء والدواء للمحاصرين في محافظتي غزة والشمال يهدد حياة أكثر من 700 ألف فلسطيني".
700 ألف مهددون
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، إن "استمرار منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواد الغذائية الأساسية والعلاج الطبي للمواطنين المحاصرين في محافظتي غزة والشمال، يهدد حياة أكثر من 700 ألف مواطن بالموت في كل لحظة".
وأضاف البيان أن "معاناة المواطنين في غزة والشمال تتفاقم يوميًا، وبات الآلاف منهم ينتظرون الموت إما بسبب الجوع وإما الاستهداف الإسرائيلي، في ظل صمت عربي ودولي مريب أمام هذه المعاناة والقتل اليومي".
ودخلت الحرب في غزة، اليوم السبت، يومها الـ141 إذ يتواصل القصف على مختلف محاور القطاع في ظل وضع إنساني كارثي، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في آخر حصيلة لها أمس الجمعة "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 29606 شهداء و69737 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
صعوبات كبيرة
ووفق تقرير نشره موقع منظمة الأمم المتحدة، لا يزال الوضع الإنساني المتردي مستمرًا في قطاع غزة، وأفادت وكالة الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأنه في الفترة بين 20 و21 فبراير، دخلت 69 شاحنة مساعدات فقط إلى الجيب الذي مزقته الحرب، وهو أقل بكثير من الهدف البالغ 500 شاحنة، وسط صعوبات كبيرة في جلب الإمدادات عبر معبري كرم أبو سالم ورفح.
وأضافت أنه في بعض الأحيان اضطررت إلى التوقف مؤقتًا عن تفريغ الإمدادات بسبب الأمن، وفي الوقت نفسه، أبلغ العاملون في المجال الإنساني عن ارتفاع حاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات. والوضع أكثر إثارة للقلق في شمال غزة، حيث يعاني واحد من كل ستة أطفال من سوء التغذية الحاد.
لا نهاية حتى الآن
واجتمع مجلس الأمن، الخميس الماضي، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لبحث الوضع في قطاع غزة، وقال تور وينيسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، للسفراء، إنه "لا توجد حتى الآن نهاية في الأفق مع اقتراب الحرب من نهايتها التي بلغت 140 يومًا، لا نهاية لمعاناة ويأس الناس في غزة"، ووصف الوضع الإنساني في القطاع بأنه صادم وغير مستدام ويائس.
وأضاف أن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لديه خطة لتقديم الأساسيات الغذاء والمأوى والدواء والمياه والصرف الصحي، لكن قدرة الأمم المتحدة على التوصيل تعتمد على تحركات إنسانية منسقة، وفض الاشتباك الفعال مع الأطراف، والموافقات الإسرائيلية على معدات الاتصالات الأساسية ووسائل النقل، والمركبات المدرعة، جميعها توفر الحد الأدنى من الظروف للموظفين للعمل بأمان.
وشدد على أنه "يجب تحسين هذا الأمر، وعدم استهداف قوافل الأمم المتحدة ومجمعاتها، كما تحتاج معداتنا إلى التطهير"، مضيفًا أن إبقاء غزة على خط التغذية بالتنقيط لا يحرم السكان اليائسين من الدعم المنقذ للحياة فحسب، بل يؤدي إلى مزيد من الفوضى التي تزيد من عرقلة توصيل المساعدات الإنسانية.