بعد أكثر من أربعة أشهر، على إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم مناقشة "اليوم التالي" للحرب على غزة، قدم اليوم الجمعة إلى المجلس الوزاري السياسي الأمني مقترحه لـ "اليوم التالي للحرب"، في إشارة إلى شروط وصوله إلى المستوى المدني بعد الأمني.
ثلاثة أجزاء
وتنقسم مبادئ مقترح رئيس وزراء دولة الاحتلال إلى ثلاثة أجزاء هي: "الفترة الزمنية المباشرة، والفترة المتوسطة، والمدى الطويل"، مشيرًا -من بين أمور أخرى- إلى أن الإدارة المدنية المسؤولة عن النظام العام في مستقبل قطاع غزة سترتكز على "مسؤولين محليين ذوي خبرة إدارية لن يتم ربطها مع دول أو كيانات تدعم الإرهاب أو تتلقى منها أي أموال"، وفق الوثيقة التي تناولتها وسائل الإعلام العبرية.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانًا أوضح فيه أن وثيقة المبادئ التي قدمها نتنياهو تعكس قبولًا شعبيًا واسعًا لأهداف الحرب، وللبديل المدني لحكم حماس في قطاع غزة، والتي تم توزيعها على أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي كأساس للمناقشة تمهيدًا لمزيد من المناقشات حول الموضوع، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت".
وذكرت وثيقة نتنياهو الشروط الضرورية للوصول إلى "اليوم التالي"، أن يواصل الجيش الإسرائيلي الحرب حتى نهايتها حتى تحقيق الأهداف بتدمير القدرات العسكرية والبنية التحتية الحكومية لحماس والجهاد الإسلامي، وإعادة المختطفين، ومنع التهديد من قطاع غزة مع مرور الوقت.
المرحلة المتوسطة
"المرحلة المتوسطة" في وثيقة نتنياهو تشمل في مستواها الأمني محافظة إسرائيل على حرية العمل في قطاع غزة بأكمله دون حد زمني، بهدف منع تجدد الإرهاب -حسب زعمه-، وإحباط التهديدات القادمة منه، وأن تظل المنطقة العازلة على الحدود المتاخمة لإسرائيل مع قطاع غزة موجودة طالما أن هناك حاجة أمنية إليها.
وحول الضغوط الدولية المتزايدة لإقامة دولة فلسطينية، أكد نتنياهو أن "إسرائيل ستسيطر على أمن المنطقة الواقعة غرب الأردن بأكملها، بما في ذلك غلاف غزة، لإحباط التهديدات منها تجاه إسرائيل".
المدى الطويل
وفي مرحلة "المدى الطويل" على المستوى المدني، ذكر نتنياهو في الوثيقة أنه "سيتم الترويج لخطة شاملة لمكافحة التطرف في جميع المؤسسات الدينية والتعليمية والرعاية الاجتماعية في قطاع غزة، وبمشاركة قدر الإمكان بمساعدة الدول العربية التي لديها خبرة في تعزيز مكافحة التطرف في أراضيها".
وبينما أبلغ المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني الجمعية العامة للأمم المتحدة، الليلة الماضية، أن الوكالة وصلت إلى نقطة الانهيار، أشار نتنياهو إلى أن "إسرائيل ستعمل على إغلاق الأونروا، وستعمل على استبدالها بوكالات ومنظمات دولية مسؤولة".
الإعمار لدول مقبولة
وحول إعادة إعمار قطاع غزة التي تعارض بعض الدول العربية المشاركة فيها دون الحصول على على ضمانات من إسرائيل بعدم تدمير القطاع مرة أخرى، أكد نتنياهو في وثيقته، إن "إعادة الإعمار لن تكون ممكنة إلا بعد الانتهاء من نزع السلاح واجتثاث التطرف، ثم بدء برامج إعادة التأهيل بتمويل من دول مقبولة لدى إسرائيل".
وفي الجزء الذي يتناول المدى الطويل من الوثيقة، كرر نتنياهو الفكرة التي طرحت في قرار الحكومة الذي تمت الموافقة عليه هذا الأسبوع في الكنيست، والذي بموجبه تعارض إسرائيل الاعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية.
وأضاف أن "إسرائيل ترفض بشكل قاطع الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الشعب الفلسطيني، وأن مثل هذا الترتيب لن يتم التوصل إليه إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون شروط مسبقة، وأن إسرائيل ستواصل معارضة الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية".
3 شروط
واعتبرت أن إسرائيل تحتاج إلى وضع بعض الشروط لأي سلطة مدنية ستدير القطاع، أولها أن تعترف السلطة الجديدة التي ستدير غزة بوجود دولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، وثانيها ألا يكون لهذه السلطة وجميع متلقي خدماتها أي مطالبات إقليمية ضد إسرائيل خارج قطاع غزة، وأن تتعهد بعدم العمل ضد إسرائيل بالعنف، وثالثها أن تعلن السلطة الجديدة أنه لم يعد هناك لاجئون ومخيمات لاجئين في غزة، وبالتالي ليست هناك حاجة لوكالة لاجئين".