دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في غزة، استمرارًا لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على البشر والحجر في القطاع الذي يعاني عدوانًا غاشمًا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقال عاطف أبو سيف، وزير الثقافة الفلسطيني، اليوم الخميس، إن استهداف الاحتلال الإسرئيلي لبيت الشهيد القائد المؤسس ياسر عرفات في غزة وتدميره، هو استمرار لحربه التي تطيح بكل ما يعني لشعبنا من كرامة ورمزية لنضاله وكفاحه، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأضاف "أبو سيف"، في بيان له، أن العدوان على بيت "أبو عمار" اعتداء على رواية وتاريخ وحكاية الفلسطيني المناضل المكافح الذي يمثله الاسم الحركي الخالد لزعيم وطني وقومي وأممي بحجم ومكانة ياسر عرفات، كما أنه اعتداء على ذاكرة الشعب الفلسطيني وشعوب الأرض الحرة، التي تنتفض أينما كانت، من أجل وقف طغيان العدوان المستمر على الشعب في المحافظات الفلسطينية بجنوب الوطن وشماله.
وأوضح أن البيت الذي كان بيتًا لكل الفلسطينيين يضم مقتنيات الزعيم الخالد الشخصية والعائلية، كما شهدت أركانه الكثير من اللحظات الحاسمة في تاريخ الشعب الفلسطيني، خلال وجود أبو عمار في غزة مع بداية تأسيس السلطة الوطنية.
ولفت إلى أن البيت يضم أيضًا بعض المعروضات المتحفية التي تعرض مراحل مختلفة من حياة أبو عمار، وتفاصيل عن نضاله وكفاحه من أجل حرية شعبه، إلى جانب بعض الأعمال الفنية الأخرى.
وأكد وزير الثقافة الفلسطيني، أن البيت سيظل بما مثله من مكانة ومكان شاهدًا على مفاصل مهمة في تاريخنا كما ستظل جرائم الاحتلال وهدمه دليلًا آخر على همجية ووحشية هذا المحتل، وتأكيدًا على أن الصراع الحقيقي الذي يخوضه الشعب الفلسطيني هو صراع على الرواية من أجل تثبيت حقنا الأزلي في أرض الآباء والأجداد، وأن اعتداء الاحتلال خلال العدوان الدائر على غزة، على الموروث والإرث الثقافي الفلسطيني من مبانٍ تاريخية ومساجد وكنائس ومراكز ثقافية ومواقع تراثية ومتاحف ومكتبات ودور نشر وجامعات، يأتي ضمن نفس النسق الهدّام للقيم التي يمثلها الاحتلال وسياساته.
وقال: "لطالما شكل ياسر عرفات أرقًا وقلقًا وكابوسًا للاحتلال لأن ما مثله ياسر عرفات في كفاحه اليومي ونضاله التحرري، شكل نقيضًا تامًا لكل المشروع الإحلالي الكولينيالي الذي جاء بالأغراب للبلاد وأراد سلبها من أصحابها الحقيقيين".
وختم وزير الثقافة الفلسطيني أن الرئيس الفلسطيني الراحل سيظل شوكة في حلق الاستعمار حيًا وميتًا، كما ستظل فلسطين التي قاتل في سبيل انعتاقها من الاستعمار ومن أجل حرية شعبه، باقية خالدة رغم كل سياسة القتل والتهجير والتدمير التي تمارسها دولة الاحتلال.