الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأزمة الإنسانية تتفاقم.. مليون سوداني معرضون للموت جوعا بحلول يوليو المقبل

  • مشاركة :
post-title
النازحون في مخيم زمزم بدارفور

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تتوالى التحذيرات الدولية من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، مع دخول الاشتباكات المسلحة بين الجيش الوطني للبلاد وميليشيا الدعم السريع المتمردة شهرها الـ11.

وأدت الحرب الدائرة في السودان، منذ منتصف أبريل الماضي، إلى نزوح ما يقرب من 8 ملايين شخص، في أكبر موجة نزوح داخلي بالعالم، حسب وصف الأمم المتحدة.

معاناة اللاجئين في مخيم زمزم

يتكدس ملايين النازحين داخل السودان في مخيمات، إذ ينتشر المرض وسوء التغذية، منها مخيم "زمزم" في دارفور غرب البلاد، الذي أصبح الجوع والمرض سمات قاتمة للحياة اليومية هناك، ويموت طفل في المخيم كل ساعتين، وفقًا لمنظمة "أطباء بلا حدود".

وحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، وصف اللاجئون في مخيم "زمزم" الوضع اليائس هناك، مع عدم وجود مياه شرب نظيفة وقلة فرص الحصول على العلاج، وتتقاسم العائلات متاجر المواد الغذائية الهزيلة، ويعاني ما يقرب من 25% من الأطفال من سوء التغذية الحاد، وتنتشر حمى الضنك والملاريا في المخيم.

وتجدر الإشارة إلى أن مخيم زمزم للاجئين في السودان تم إنشاؤه في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، في أعقاب الإبادة الجماعية في دارفور، المتورط في تنفيذها ميليشيات الجنجويد، التي انبثقت عنها ميليشيا الدعم السريع المتمردة.

ومنذ بدء القتال بين الجيش السوداني ومتمردي الدعم السريع، تضخم عدد سكان مخيم "زمزم" مع وصول الوافدين الجدد الفارين من القتال في الجنوب، ويقول إيمانويل بربين - طبيب في منظمة أطباء بلا حدود - الذي زار المخيم مؤخرًا: "إن هذا المخيم واسع ومكتظ بالسكان ويحتاج إلى قدر كبير من الدعم، لكنه تُرك بمفرده بالكامل، إنها كارثة كاملة، لأكون صادقًا".

وأصبح السودان على حافة الانهيار بعد عشرة أشهر من القتال، إذ يحتاج نصف سكانها البالغ عددهم 50 مليون نسمة إلى المساعدات الغذائية، في حين تم اقتلاع ما يقرب من 8 ملايين شخص من ديارهم، وهي أكبر أزمة نزوح داخلي بالعالم.

المجاعة تتفشى في السودان

وفي "السيناريو الأكثر ترجيحًا"، ستنتشر المجاعة في معظم أنحاء السودان بحلول يونيو، ما سيؤدي إلى مقتل نصف مليون شخص، وفقًا لبحث نشره معهد "كلين جينديل" وهو مركز أبحاث هولندي.

وفي أسوأ السيناريوهات، يمكن أن تؤدي المجاعة في جميع أنحاء البلاد إلى مقتل مليون شخص، كما يتوقع المركز البحثي الهولندي.

وقال ويليام كارتر، الرئيس المحلي للمجلس النرويجي للاجئين: "الحجم مرعب بكل بساطة. زمزم مجرد معسكر واحد". 

وأضاف: "هناك المئات من الأطفال الآخرين في السودان حيث نرى أطفالًا هياكل عظمية لا يحصلون على المساعدة".

قيود نقدية على وكالات الإغاثة

وحسب الجارديان، تتقاسم القيود النقدية جميع وكالات الإغاثة في السودان، إذ طغت الحرب في أوكرانيا والهجوم الإسرائيلي على غزة على الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وفي العام الماضي، تلقت الأمم المتحدة 43% فقط من الأموال التي تحتاجها للاستجابة، ويقول كارتر: "إن المجتمع الدولي ببساطة لم يعط السودان الأولوية ولم يمنحه الموارد".

وفي ديسمبر الماضي، امتد القتال إلى ولاية الجزيرة، وهي مركز لوجستي لوكالات الإغاثة وموقع أكبر مشروع للري في السودان، ما أدى إلى مزيد من تعطيل النظام الغذائي المتعثر في البلاد.

وأعرب جان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، في حديثه إلى صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن خيبة أمله من التجاهل الدولي لأزمة إنسانية كبرى في السودان، وسط انشغال العالم بالحرب في قطاع غزة وأوكرانيا.

وأوضح "إيجلاند" أن الحرب في السودان منذ منتصف أبريل الماضي نجم عنها "عمليات تطهير عرقية كبرى في منطقة دارفور، إذ أُجبر أكثر من 700 ألف شخص على مغادرة مدنهم وقراهم".

وتماثل شهادة إيجلاند شهادة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن جريفيث، الذي قال للصحيفة البريطانية، مؤخرًا إن "السودان ربما يكون أكبر بؤرة للمعاناة" في العالم بسبب ما أسماه "الحرب الخفية".

وأضاف أن المعارك أدت إلى جعل نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، في حاجة إلى المساعدات، فضلًا عن نزوح نحو 8 ملايين، وفقًا للتقديرات. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص، منذ اندلاع القتال، لكن العدد الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.