رغم تحقيق فيلم Barbie "باربي" للمخرجة جريتا جيروج، إيرادات تخطت مليارًا و446 مليون دولار من شباك التذاكر بدور السينما العالمية، وتحطيمه الرقم القياسي لأعلى فيلم من حيث الإيرادات تم إصداره من قبل شركة Warner Bros وأخرجته امرأة على الإطلاق، إلا أن شركات الإنتاج والاستوديوهات الكبيرة في هوليوود لا تزال قلقة وغير متحمسة لتمويل المشاريع ذات التوجه النسائي.
صانعات ونجمات السينما العالمية لا يزلن متشككات، من رغبة هوليوود تقديم الدعم بسخاء للأفلام التي تخرجها النساء أو تتناول موضوعات تتعلق بهن، حسبما يؤكد تقرير لصحيفة indiewire مستعرضًا تصريحات جنيفر لوبيز التي كشفت فيها أنها اضطرت إلى تمويل جزء من ملحمة سيرتها الذاتية الموسيقية التي تبلغ قيمتها 20 مليون دولار بعنوان This Is Me…Now: A Love Story، لتنقذ الفيلم بعد أن فقدت تمويل المشروع في منتصف مرحلة الإنتاج.
"لوبيز" التي تقدر ثروتها بـ 400 مليون دولار، وحصلت على أكثر من مليار دولار في شباك التذاكر عبر أفلامها، قالت أخيرًا لصحيفة "هوليوود ريبورتر" إنه عندما انسحب أحد الممولين من فيلم This Is Me...Now: A Love Story، اختارت أن تسلك طريق المخرج ذائع الصيت فرانسيس فورد كوبولا، وأن تتولى ببساطة تمويل المشروع بنفسها.
وقالت لوبيز عن المشروع الذي شاركت في كتابته ولعبت فيه دور البطولة: "اعتقد الجميع أنني مجنونة عندما قلت إنني سأفعل ذلك، لقد حصلنا على التمويل، ثم انسحبوا في اللحظة الأخيرة، وصممت على استكمال المشروع من جيبي الخاص".
الإنتاج المستقل
تؤكد كبير محرري السينما في IndieWire سامانثا بيرجسون، في التقرير أن الاستوديوهات لا تدعم المخرجات أو المنتجات بنفس القدر الذي تدعم فيه نظراءهن من الرجال، مما يدفع المواهب النسائية الصاعدة إلى متابعة مشاريع مستقلة بدلًا من ذلك، والاعتماد على أساليب التمويل الذاتي.
وتكشف تصريحات المخرجة جريتا جيروج، أثناء عرض فيلمها "باربي" بنقابة الكتاب الأمريكية الغربية، مدى قلق شركات الإنتاج في هوليوود من تعيين مخرجات لأفلام تعتمد على ميزانية كبيرة، إذ قالت إنها لم تحصل على الضوء الأخضر لإنتاج الفيلم بسهولة، إذ كانت الاستوديوهات تنظر إلى التمويل على أنه "خطر" مع قلق الاستوديو بشأن دعم مخرجة سيدة.
في نهاية المطاف، بلغت ميزانية فيلم "باربي" 145 مليون دولار، وهي أكبر ميزانية تحصل عليها المخرجة في فيلم سينمائي، إذ كانت ميزانية فيلمها "نساء صغيرات" 40 مليون دولار، أما فيلمها "ليدي بيرد" فتكلف 10 ملايين دولار فقط.
صوفويا كوبولا
على الرغم من كونها ابنة فرانسيس فورد كوبولا، كافحت المخرجة صوفيا كوبولا الحائزة على جائزة الأوسكار، من أجل العثور على التمويل المناسب عبر مسيرتها المهنية المستقلة، الأمر الذي واجهته أيضًا لتمويل فيلمها الأخير Priscilla، والذي يسرد علاقة المغنية بريسيلا بوليو بالنجم ألفيس بريسلي وزواجهما، لتضطر إلى إنتاجه بأقل من 20 مليون دولار، فيما منحت استوديوهات فيلم "إلفيس" للمخرج باز لورمان 85 مليون دولار في عام 2022.
وقالت كوبولا في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" إن "تصوير فيلم "بريسيلا" في 30 يومًا كان أحد أصعب الأشياء التي اضطررت إلى القيام بها على الإطلاق، بعد خسارة مليوني دولار من التمويل قبل أسابيع من تاريخ بدء الإنتاج".
وأضافت: إذا كان من الصعب للغاية بالنسبة لي الحصول على التمويل كشخص معروف، فأنا أشعر بالقلق بشأن النساء الأصغر سنًا. ومن المدهش أن الأمر لا يزال صراعًا.
قبل فيلم Priscilla تم إلغاء مسلسل كوبولا The Custom of the Country بسبب مشكلات تتعلق بالميزانية، وصرحت وقتها لـ "بي بي سي": أرى كل هؤلاء الرجال يحصلون على مئات الملايين من الدولارات، ثم أقاتل من أجل جزء صغير من ذلك، إنه أمر محبط، ولكنني أكافح دائمًا من أجل تحقيق ذلك ويسعدني أن أتمكن من إنتاج أفلامي بشكل مستقل والعثور على الأشخاص الذين يؤمنون بها.
وتحدث كوبولا عن نجاح فيلم Barbie قائلًا: أنا متأكدة من أنه سيجعل الأمور أسهل، لكن هذا سيتوفر لنوع محدد فقط من الأفلام.
التمثيل النسائي
ويشير تقرير صادر عن جمعية Celluloid Ceiling لعام 2023 عن جامعة ولاية سان دييجو، إلى أنه "بينما احتل فيلم "باربي" للمخرجة جريتا جيروج المركز الأول في شباك التذاكر، ظل تمثيل النساء ناقصًا بشكل كبير كمخرجات، حيث يمثلن 16% فقط من أولئك الذين يعملون في أعلى 250 فيلمًا تحقيقًا للإيرادات، و14% في قائمة أفضل 100 فيلم تحقيقًا للإيرادات.
وعلى نحو مماثل، توصلت دراسة أجرتها مبادرة الإدماج التابعة لجامعة جنوب كاليفورنيا أنينبيرج إلى أن استوديو "باربي" التابع لشركة وارنر براذرز عين 18 مخرجة فقط على مدى الأعوام الـ17 الماضية، ما يمثل 6.6% من أفلام الشركة البالغ عددها 274 فيلمًا.