لجأت النساء في شمال نيجيريا إلى حفر مستعمرات النمل، بحثًا عن حبوب خزنتها الحشرات من أجل إطعام أطفالهن، وذلك في ظل أزمة اقتصادية أجبرت المواطنين على التخلي عن تناول وجبات أو الاكتفاء بأرز نوعيته رديئة، يُستخدم عادة لإطعام السمك.
وأثارت الأوضاع المزرية تظاهرات في العديد من المدن الشمالية، بما فيها سوليجا، قرب العاصمة أبوجا، ومينا في ولاية النيجر، و"كانو" المركز الاقتصادي للبلاد.
مجاعة مرتقبة
وحذر أمير ولاية كانو، أمينو أدو باييرو، من أن النيجيريين يواجهون صعوبات اقتصادية وجوعًا ومجاعة، ودعا رئيس البلاد إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، ووعد الحاكم أبا كبير أنه سيطلب من الرئيس التدخل، والتحقق من حالة الجوع السائدة في ولاية كانو، من أجل إنقاذ المواطنين من المجاعة، وفقًا لـ"تايمز أوف إنديا".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، حذّر البنك الدولي في تقرير له، من نقص حاد في الغذاء في سبع ولايات نيجيرية، بسبب أعمال العنف.
وقال وزير الزراعة أبو بكر كياري، أمام البرلمان، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الأمن الغذائي الوطني يعاني منذ جائحة كوفيد في العام 2020، والفيضانات المدمرة في العام التالي.
احتكار السلع
وقال ياو تومفافي، مسؤول في سوق دواناو للحبوب، في حديثه مع " فرانس برس" إن التخزين هو جزء من المشكلة، وإن الأثرياء دخلوا تجارة الحبوب، ويواصلون تخزين الحبوب في مستودعات.
وأعلن حاكم ولاية النيجر محمد عمر باغ، فرض حظر على شراء المواد الغذائية بالجملة من الأسواق المحلية، وأمر قوات الأمن بمصادرة الشاحنات التي تحمل منتجات بكميات كبيرة وتقاسم الطعام مع السكان.
إجراءات حكومية
ولمواجهة الأزمة، أمر الرئيس النيجيري بولا تينوبو بالإفراج عن 102 ألف طن من الحبوب من الاحتياطي الاستراتيجي لبيعها بسعر مدعوم، بهدف خفض أسعار المواد الغذائية.
وصرح "تومفافي" بأن "كل هذه مجرد إجراءات مؤقتة لا يمكنها حل مشكلة الغذاء التي نواجهها"، متسائلًا: "ما هو التأثير الذي يمكن أن تحدثه 102 ألف طن على 220 مليون شخص؟ لتؤمن الحكومة القرى في الشمال الغربي والشمال الشرقي حتى يعود المواطنين ويزرعوا أراضيهم".