الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مع تصاعد أعمال العنف.. الكونغو الديمقراطية تشهد أكبر نزوح داخلى فى العالم

  • مشاركة :
post-title
ناقلة جنود تابعة لبعثة تحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

لقى ما لا يقل عن 200 شخص حتفهم، ونزح الآلاف، بعد تصاعد حاد في أعمال العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تشهد حاليا أكبر موجة نزوح داخلي في العالم.

وفر نحو 135 ألف شخص من مدينة جوما، ونحو 100 ألف شخص آخرين من مدينة مينوفا، مؤخرًا، بسبب تصاعد العنف بين متمردي مجموعة "إم 23" المسلحة والقوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، حسبما أعلنت إدارة عمليات الحماية المدنية والإغاثة الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية، قبل يومين.

ونقلت شبكة "أيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، عن منظمات الإغاثة، إنها تشهد تدفقًا للمدنيين الجرحى في جوما، ومدينة ساكي الصغيرة، التي تبعد حوالي 12 ميلاً عن جوما، وتعتبر خط الدفاع الأخير عن العاصمة، وسط تقارير عن الاستخدام المكثف للمدفعية الثقيلة والقصف العشوائي على المناطق المدنية.

وفي 7 فبراير الجاري، بدأت مجموعة "إم 23" الهجوم، الذي أسفر في اليوم الأول عن إصابة 58 شخصًا، من بينهم 31 مدنيًا. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وإدارة عمليات الحماية المدنية والإغاثة الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية أن المستشفيات ومواقع النزوح في المنطقة أصبحت مكتظة.

وقبل يومين، أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه إزاء "تصاعد العنف" في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، معرباً عن إدانته للهجوم الذي أطلقته حركة "إم 23" المتمرّدة في شرق البلاد.

وقال المجلس، في بيان رئاسي صدر في ختام جلسة طارئة مغلقة، إنّ أعضاءه "أدانوا الهجوم الذي شنّته في 7 فبراير حركة 23 مارس بالقرب من جوما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكرّروا إدانتهم لكلّ الجماعات المسلّحة التي تنشط في البلاد".

ويشهد إقليم شمال كيفو منذ نهاية 2021 نزاعًا عسكريًا بين حركة إم 23 والجيش الكونغولي من جهة ثانية. وتعتبر منطقة شرق الكونغو الديمقراطية واحدة من أخطر المناطق في العالم، ويقال إن نحو 130 جماعة مسلحة مختلفة تنشط في جميع أنحاء البلاد، وهو ما يعادل تقريبًا مساحة أوروبا الغربية.

وأول أمس الاثنين، قررت جنوب إفريقيا نشر 2900 جندي للمساعدة في قتال الجماعات المسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في إطار مبادرة مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي (سادك).

ووفقا للأمم المتحدة، قُتل أكثر من 200 مدني في مقاطعة إيتوري بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أُجبر أكثر من 52 ألف شخص على الفرار من منازلهم. وقد أدى التصعيد الجديد للعنف إلى تدمير أكثر من 2000 منزل وإغلاق وهدم 80 مدرسة.

وتقول منظمة "أطباء بلا حدود" إن العديد من جرحى الحرب المدنيين الذين وصلوا إلى المستشفى مصابون بطلقات نارية وإصابات ناجمة عن انفجارات.

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين وأمميين، تقاتل مجموعة "إم 23" المسلحة التي يقودها "التوتسي" في المقام الأول - وهي واحدة مما يقدر بأكثر من 100 جماعة مسلحة تعمل في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، منذ عقود ضد مجموعات "الهوتو" العرقية المسلحة في المقام الأول أثناء قتالها على السلطة والأرض، والموارد المعدنية وطرق التجارة، بينما يقاتل آخرون للدفاع عن مجتمعاتهم من الهجمات.

وتشير الشبكة الأمريكية، إلى أن المزيج المعقد من الخصومات العرقية، إلى جانب التنافس على الموارد المعدنية الواسعة في جمهورية الكونغو الديمقراطية - وهي دولة تعتبر واحدة من أغنى دول العالم بالمعادن - قد أدى إلى تأجيج الصراع وزيادة التوترات الإقليمية في منطقة البحيرات الكبرى، مما دفع الخبراء للتحذير من أن ذلك قد يعيق آفاق السلام والاستقرار في المنطقة.

وأدت دائرة العنف المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى أكبر نزوح داخلي في العالم، حيث نزحت ما يقدر بنحو 7 ملايين شخص، وفقًا للمكتب الدولي للهجرة.

وفي عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية كينشاسا، خرج المتظاهرون مؤخرًا إلى الشوارع خارج السفارات الغربية، بما في ذلك سفارة الولايات المتحدة، متهمين إياها بالفشل في التدخل في الهجوم الذي أحدث الفوضى في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأشعل المتظاهرون النار في الإطارات وأحرقوا الأعلام معربين عن غضبهم قبل أن تطلق الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.

ونقلت "أيه بي سي نيوز" عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أن "سفارة الولايات المتحدة في كينشاسا أرسلت ثلاثة تنبيهات أمنية للمواطنين الأمريكيين بشأن الاحتجاجات في جميع أنحاء مدينة كينشاسا منذ 9 فبراير 2024".

وقال المتحدث، إن احتجاجات الأسبوع الماضي، وقعت عند السفارات الأجنبية ومكاتب المنظمات الدولية والشركات المملوكة لأجانب. وأضاف أن التنبيهات ذكرت أن المتظاهرين يستهدفون الأجانب الذين يعيشون في كينشاسا والمدن الكبرى الأخرى والدبلوماسيين وموظفي المنظمات الدولية ومركباتهم. ومنذ ذلك الحين نصحت السفارة المواطنين الأمريكيين بالابتعاد عن الأنظار والحد من تحركاتهم، وفق المتحدث.

وفي الوقت نفسه، يواصل تشيسيكيدي وغيره من زعماء شرق إفريقيا المحادثات في إطار عمليتي نيروبي ولواندا - وهي مبادرات إقليمية تهدف إلى حل الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية من خلال الجهود الدبلوماسية والتفاوضية.

وأعربت الخارجية الأمريكية، عن دعم الولايات المتحدة لعمليتي لواندا ونيروبي ودعت جميع الأطراف إلى التقيد الكامل بالالتزامات التي تم التعهد بها في إطار عمليات الوساطة الإقليمية.