قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن استهداف الجيش الإسرائيلي المنهجي وواسع النطاق للجامعات والأعيان الثقافية يقضي على آخر مظاهر الحياة في قطاع غزة، في جانب آخر من تكريس جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأبرز المرصد الأورومتوسطي على موقعه الإلكتروني، اليوم الجمعة، أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة أدت إلى تعطيل كامل للعملية التعليمية في كافة الجامعات والكليات الجامعية والمجتمعية، إلا أن التداعيات الوخيمة لم تتوقف عند ذلك، إذ أن ثلاثة من رؤساء الجامعات قتلوا في غارات إسرائيلية إلى جانب أكثر من 95 من عمداء وأساتذة الجامعات، من بينهم 68 شخصية تحمل درجة (البروفيسور)، في وقت تم حرمان 88 ألف طالبة وطالب من مواصلة تلقي تعليمهم الجامعي، وتعذر على 555 طالبًا وطالبة الالتحاق بالمنح الدراسية في الخارج.
تدمير الجامعات وخسائر تفوق الـ 200 مليون دولار
ونبه المرصد الأورومتوسطي إلى أن 5 من أصل 6 جامعات في قطاع غزة تم تدميرها بشكل كامل أو جزئي بفعل عمليات الاستهداف الإسرائيلي، منها 3 تم تدميرها بشكل كامل، بحسب نتائج الإحصاء الأولى لحدة التدمير الإسرائيلي المستمر في القطاع، بينما تقدر الخسائر المادية التي لحقت بالجامعات جراء التدمير وحده 200 مليون دولار.
وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن الجرائم التي تنتهجها إسرائيل من تدمير واسع النطاق والمتعمد ضد المباني المخصصة للأغراض التعليمية والفنية والعلمية والدينية والآثار التاريخية، تشكل بحد ذاتها انتهاكات جسيمة وجرائم حرب وفقًا لاتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وتأتي كذلك في إطار سياسات إسرائيل التي باتت علنية مؤخرًا والداعية إلى جعل قطاع غزة مكانًا غير قابل للحياة والسكن، وطرد سكانه من خلال خلق بيئة قسرية مفتقدة لأدنى مقومات الحياة والخدمات.
وبحسب صندوق النقد الدولي، فإن خسائر قطاع التعليم في قطاع غزة جراء الهدم والتدمير وتضرر 70 بالمئة من المدارس والجامعات فيها تفوق 720 مليون دولار.