بينما يتوقع المسؤولون في أوروبا نموًا اقتصاديًا أضعف في جميع أنحاء الكتلة، شهدت كل من اليابان والمملكة المتحدة انكماش اقتصادهما لمدة ربعين متتاليين، وهو ما يتوافق مع التعريف الفني للركود، وفقًا للبيانات الصادرة اليوم الخميس.
ويشير تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي إلى أن هذا العام قد يشهد المزيد من الاضطرابات الاقتصادية العالمية أكثر من العام الماضي، إذ تكافح الدول للتعافي من التباطؤ الذي هو أسوأ مما كان معروفًا من قبل.
وأكد التقرير أن التأثيرات المترتبة على هذا التباطؤ - جنبًا إلى جنب مع التباطؤ في الصين - قد تمتد إلى بقية العالم بطرق غير معروفة.
اقتصادات أضعف
في الوقت الحالي، تشعر أوروبا والمملكة المتحدة بوطأة صدمة التضخم العالمية، ومن أسعار الفائدة المرتفعة لعقود من الزمن، التي أدت إلى تقليص الطلب.
وانكمش اقتصاد المملكة المتحدة بنسبة 0.3% في الربع الأخير من عام 2023، بعد انكماشه بنسبة 0.1% في الفترة من يوليو إلى سبتمبر.
وبينما يُعّد هذا ركود معتدل، لكنه يظهر ضعفًا اقتصاديًا قد يستمر جنبًا إلى جنب مع ارتفاع التضخم.
وفي الوقت نفسه، انكمش الاقتصاد الياباني بشكل غير متوقع بنسبة سنوية بلغت 0.4% في الربع الأخير من العام الماضي، بعد انكماشه بنسبة 3.3% في فترة الثلاثة أشهر السابقة.
وتواجه اليابان ارتفاعًا مُرحبًا به في التضخم، بعد أن ظلت عالقة في فخ الانكماش لسنوات.
لكن مع هذا، يشير التضخم في البلاد إلى أن الأجور تتخلف عن زيادات الأسعار، ما يعيق الإنفاق الاستهلاكي.
وحلت ألمانيا محل اليابان باعتبارها ثالث أكبر اقتصاد في العالم، على الرغم من نمو الناتج المحلي الإجمالي في اليابان بنسبة 1.9%، العام الماضي.
ويعد صعود ألمانيا إلى المرتبة الثالثة رمزيًا إلى حد كبير، في ظل معاناتها من مشكلات اقتصادية، وفي العام الماضي انكمش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.3%، ومن المتوقع حدوث نمو طفيف فقط بنسبة تقل عن 1% هذا العام.
وفي منطقة اليورو، بعد الهروب بصعوبة من الركود أواخر عام 2023، دخل اقتصاد الاتحاد الأوروبي عام 2024 بقوة أقل مما كان متوقعًا، وفق ما أكدت المفوضية الأوروبية في أحدث توقعاتها الاقتصادية الشتوية.
وتسلط التوقعات الجديدة الضوء على توقعات النمو المخفضة لهذا العام، التي من المتوقع الآن أن تصل 0.9% في الاتحاد الأوروبي، بانخفاض عن التوقعات السابقة البالغة 1.3%، مع تعديل توقعات منطقة اليورو بالمثل إلى 0.8% من 1.2% سابقًا.
ووفق تقرير لـ"يورو نيوز"، تسلط المفوضية الضوء على أن الانتعاش التدريجي يلوح في الأفق بالنصف الأخير من عام 2024، مدعومًا بتضاؤل الضغوط التضخمية، والزيادة المتوقعة في الأجور الحقيقية، وسوق العمل القوية التي تحفز الإنفاق الاستهلاكي.
ومن المتوقع حدوث انتعاش في عام 2025، مع نمو متوقع بنسبة 1.7% في الاتحاد الأوروبي، دون تغيير عن توقعات الخريف، و1.5% في منطقة اليورو، بانخفاض عن 1.6% السابقة.
وأكد تقرير "أكسيوس" أنه "حتى مع بقاء الاقتصاد الأمريكي مرنًا، فإن الاقتصادات الكبرى الأخرى تبدو أضعف مما كان يعتقد في البداية".
وأضاف: "إذا استمر الأمر على هذا المنوال، فإنه يشكل مزيجًا قاتمًا بالنسبة للبلدان التي لا تزال معدلات التضخم فيها ثابتة، وفي حالة اليابان، التضخم الذي قد لا يكون ثابتًا بدرجة كافية.
أمّا في المملكة المتحدة، فقد يكون النمو في اتجاه صعودي.