أسفرت الانتخابات البرلمانية الأخيرة في باكستان عن حالة من الجمود السياسي، في ظل مزاعم عن تزوير الأصوات وتشكيل حكومة ائتلافية ضعيفة، فيظل مستقبل البلاد غير مؤكد مع اختيار حكومة جديدة يجب أن تعمل على استعادة الثقة والاستقرار، وفق صحيفة "بي إن إن".
وتركت الانتخابات البرلمانية الأخيرة في باكستان البلاد في حالة من الارتباك السياسي، مع عدم ظهور فائز واضح، كما ألقت مزاعم تزوير الأصوات بظلالها على النتائج، وفاز حزب عمران خان، حركة الإنصاف الباكستانية، بأكبر عدد من المقاعد بحصوله على 93 مقعدًا، لكنه لم يحصل على 137 مقعدًا اللازمة لتحقيق الأغلبية. كما فشلت الأحزاب الرئيسية الأخرى في تأمين الأغلبية، مما ترك البلاد في حالة من عدم اليقين.
رئيس وزراء الجديد
وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني السابق المسجون عمران خان، اليوم الثلاثاء، أن الأعضاء المستقلين في البرلمان المدعومين من حزبه سينضمون إلى حزب (مجلس وحدة المسلمين) الصغير لتشكيل حكومة بعد الانتخابات غير الحاسمة التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي، وإن خان سيقرر من سيكون رئيس وزراء هذه الحكومة، حسبما نقل مسؤول في حزب خان عنه التصريحات نقلت عنه "رويترز".
إعادة فرز الأصوات
ومع انقشاع غبار الانتخابات، تجري محادثات لتشكيل ائتلاف بين الأحزاب المختلفة، فإن هذه العملية تتعرض للعرقلة بسبب التحديات القانونية والاحتجاجات، حيث اتهمت حركة الإنصاف حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية" بقيادة نواز شريف، بالتلاعب في فرز الأصوات وقدمت التماسات إلى لجنة الانتخابات الباكستانية للتحقيق، بينما أعرب المجتمع الدولي عن قلقه بشأن مخالفات التصويت، حيث دعا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق شامل.
ويرى الخبير القانوني أسامة مالك أن "للمحاكم دورًا حساسًا للغاية في هذه اللحظة وأنه سيتعين عليها أيضًا أن تقرر إن كانت ستأمر بإعادة فرز الأصوات في مختلف الدوائر الانتخابية"، مشيرًا إلى أن إعادة فرز الأصوات في دوائر انتخابية متعددة يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تأخير انعقاد البرلمان، لذا يجب على المحاكم أن تكون حذرة من ذلك أيضًا، وفق "فرانس برس".
التدخل العسكري وإقبال الناخبين
وشابت الانتخابات جدل وارتباك، مع مزاعم عن تدخل الجيش ومحاولات التلاعب بنسب إقبال الناخبين، وشككت بعض القنوات التلفزيونية في النتائج التي أعلنتها المفوضية الأوروبية، مما زاد من الشعور بعدم اليقين، في الماضي لم يكن هناك سوى قناة واحدة هي PTV، تبث النتائج وتملأ الفراغات بالأغاني والمقاطع الكوميدية، والآن، مع تعدد القنوات، أصبح هناك ارتباك أكثر من الوضوح.
حكومة ائتلافية ضعيفة
وعلى الرغم من هذه التحديات، فمن المقرر تشكيل حكومة ائتلافية ضعيفة بقيادة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، وبدعم من حزب الشعب الباكستاني، ومع ذلك، يواجه التحالف شكوكًا ومعارضة من الناخبين بسبب افتقاره إلى الشرعية.
ويركز حزب حركة إنصاف الباكستانية، الذي تحدت الصعاب وفاز بأكبر عدد من المقاعد، على الاحتجاج على التلاعب المزعوم في نتائج الانتخابات ولم يقرر بعد الانضمام إلى أي حزب سياسي رئيسي.
ويجب استدعاء مجلس الأمة لجلسته خلال ثلاثة أسابيع من الانتخابات، وتجري الأحزاب مناقشات لتشكيل تحالفات حاكمة، ويستكشف المستقلون المدعومين من حركة "PTI" خيارات لتشكيل حكومة أو الانضمام إليها، مع تحديات تشمل الحفاظ على الاستقرار والوصول إلى المقاعد المخصصة للنساء والأقليات.
وبينما تتصارع باكستان مع تداعيات الانتخابات، يظل مستقبل البلاد غير مؤكد، ويراقب المجتمع الدولي الوضع عن كثب، وسيتعين على الحكومة الجديدة أن تعمل بجد لاستعادة الثقة والاستقرار. ومع استمرار مزاعم تزوير الأصوات والاحتجاجات، يظل المشهد السياسي في البلاد معقدًا ومتغيرًا باستمرار.