لا تزال سرقة النحاس تصيب أكبر مشغلي السكك الحديدية في أوروبا، مما يتسبب في تأخيرات كبيرة وأضرار بملايين اليورو في البنية التحتية للسكك الحديدية، فمع ارتفاع أسعار النحاس، تتزايد المخاوف بشأن استمرار هذه المشكلة، وفق موقع "إي توربو نيوز" المتخصص في أخبار السياحة الدولية.
لصوص النحاس
وفجر الموقع المتخصص في أخبار السياحة الدولية مفاجأة، موضحًا "أن جاذبية الأرباح السريعة دفعت اللصوص لاستهداف النحاس الموجود في القطارات، حيث وصل سعر الطن الواحد إلى حوالي 6600 جنيه إسترليني (7726 يورو) في المملكة المتحدة في مارس الماضي، مشيرًا إلى أن بعض السلع المسروقة قد لا تجد طريقها إلى مرافق إعادة التدوير الرسمية، بينما ساحات الخردة غير الرسمية توفر سوقًا بديلة لهذه المعادن المكتسبة بطريقة غير مشروعة.
يعتبر النحاس عنصرًا حاسمًا في أنظمة السكك الحديدية المختلفة، بما في ذلك كابلات الإشارة وأسلاك التأريض وخطوط الكهرباء، وبدون ذلك، تفتقر القطارات إلى البنية التحتية اللازمة للطاقة والاتصالات للعمل بفعالية.
ومع توقع ارتفاع سعر النحاس بشكل أكبر في السنوات المقبلة، يعمل مشغلو السكك الحديدية على تكثيف دفاعاتهم، حتى أن بعض الدول الأوروبية اعتمدت تقنية الحمض النووي لمكافحة السرقة، بهدف ردع الجناة المحتملين.
تأخيرات القطارات
ويتضح حجم المشكلة من خلال البيانات المقدمة من كبار مشغلي السكك الحديدية في جميع أنحاء القارة الأوروبية وفي المملكة المتحدة، واجهت القطارات تأخيرات بلغ مجموعها 84390 دقيقة في السنة المالية 2022/23، بتكلفة 12.24 مليون جنيه إسترليني (14.33 مليون يورو)، وفقًا لأرقام Network Rail.
وعلى نحو مماثل، في ألمانيا، أبلغت شركة دويتشه بان عن 450 حالة سرقة معادن، ما أثر على 3200 قطار وأدى إلى خسائر بلغت 7 ملايين يورو، ولاحظت شركة SNCF الفرنسية أن أكثر من 40 ألف قطار متأثر، ما أدى إلى خسائر تجاوزت 20 مليون يورو.
الحمض النووي
وشهدت بلجيكا أيضًا ارتفاعًا في سرقة النحاس، حيث تم تسجيل 466 حادثة في عام 2022، مما يمثل زيادة بنسبة 300٪ عن العام السابق. ومع ذلك، أبلغت النمسا عن حالات قليلة من السرقة، وعزت نجاحها إلى التدابير الاستباقية.
ونفذت شركات السكك الحديدية استراتيجيات مختلفة لمعالجة هذه المشكلة، بما في ذلك تعزيز التعاون مع سلطات إنفاذ القانون، ومراقبة الدوائر التلفزيونية المغلقة، واستخدام الطائرات بدون طيار لتحسين الأمن، بالإضافة إلى ذلك، برزت تكنولوجيا الحمض النووي كرادع واعد، ما يسمح للسلطات بتتبع النحاس المسروق حتى مصدره.
زيادة الأسعار
وعلى الرغم من انخفاض حالات السرقة خلال العقد الماضي، إلا أن الارتفاعات الأخيرة في أسعار النحاس أثارت المخاوف بين مشغلي السكك الحديدية. ويتوقع المحللون المزيد من الزيادات في الأسعار، مدعومة بالطلب المتزايد من قطاع الطاقة المتجددة، الذي يعتمد بشكل كبير على النحاس في بنيته التحتية.
يشكل التهديد المستمر المتمثل في سرقة النحاس تحديات كبيرة لشبكة السكك الحديدية في أوروبا، مما يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة.
ومع ذلك، مع استمرار الاستثمار في التدابير الأمنية والحلول المبتكرة، تظل شركات السكك الحديدية متفائلة بشأن التخفيف من تأثير السرقات وتقليل الاضطرابات للركاب.