بات التوتر السمة الدائمة بين أرمينيا وأذربيجان، بعد تبادل إطلاق النار على الحدود بين البلدين، في ظل نزاعهما المستمر على إقليم ناجورنو كاراباخ.
وبعد أن ساد هدوء نسبي بين البلدين منذ هجوم الجيش الأذري الخاطف في سبتمبر الماضي، اندلعت اشتباكات مسلحة جديدة على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، واتهم الجانبان بعضهما البعض بإطلاق النار، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
اتهامات بين باكو ويريفان
وقالت وزارة الدفاع في باكو إن القوات الأرمينية هاجمت قرية في شمال شرق أذربيجان، وقُتل على أثرها جنديان أرمينيان وأصيب عدد آخر في يريفان بجنوب البلاد.
وكانت أذربيجان قد وضعت ناجورنو كاراباخ تحت سيطرتها الكاملة في هجوم عسكري واسع النطاق في سبتمبر من العام الماضي، ما دفع أكثر من 100 ألف شخص للنزوح إلى أرمينيا، وفي ديسمبر من العام نفسه، تبادل البلدان أسرى الحرب، وتجري حاليًا مفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام.
وذلك بعد أن ظلت جمهوريتا أرمينيا وأذربيجان المجاورتان في القوقاز في عداء لعقود من الزمن، خاصة بسبب منطقة ناجورنو كاراباخ التي تنتمي إلى أذربيجان بموجب القانون الدولي.
اتفاقية سلام قيد الانتظار
كان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذري إلهام علييف قد وعدا بالتوقيع على معاهدة سلام بحلول نهاية عام 2023، ومع ذلك، لم يتم تحقيق تقدم حتى الآن في المحادثات في ظل الوساطة الدولية.
قبل أسبوع فاز الرئيس الحالي إلهام علييف في الانتخابات الرئاسية المبكرة بناء على نتائج فرز 100% من الأصوات، حصل فيها على 92% من الأصوات.
حرب الأسابيع الـ6 في 2020
ومنذ الصراع الذي استمر 6 أسابيع عام 2020، مخلّفًا أكثر من 6500 قتيل، وانتهى بهدنة توسطت فيها روسيا، عقد رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، والرئيس الأذري إلهام علييف، عدة اجتماعات نظمتها موسكو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، غير أنه لا يوجد تسوية للأزمة بصيغة نهائية حتى الوقت الراهن.
صراع على أنقاض الاتحاد السوفيتي
وتسبب الصراع بين البلدين في وفاة ما لا يقل عن 30 ألف شخص حتى الآن، بالنزاع الدائر حول إقليم كاراباخ، الذي يقع على الأراضي الأذربيجانية لكن معظم سكانه من الأرمن، ويشمل الخلاف ترسيم الحدود وعودة السجناء وإنشاء "ممرات" تجارية تمر عبر أراضيهما.
وخاضت الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان حربين على الإقليم، المعترف به كجزء من أذربيجان، لكن يغلب الأرمن على سكانه، واستعادت أذربيجان في 2020 أجزاءً من أراضي الإقليم كانت خسرتها في صراع مع انهيار الحكم السوفيتي أوائل التسعينيات.