تتسابق السُلطات في جمهورية "ترينيداد وتوباجو"، للسيطرة على تسرب نفطي ضخم، بعد أن جنحت سفينة غامضة بالقرب من الجزيرة الكاريبية، وانقلبت في المياه، وانتشرت على الشواطئ السياحية في المكان، وهو الأمر الذي هدد بإقامة كرنفال سياحي سنوي ضخم في البلاد؛ مما دفع الحكومة لطلب المساعدة، حيث شارك آلاف المتطوعين في عمليات التنظيف والترميم.
وتعتبر جمهورية "ترينيداد وتوباجو"، دولة جزرية تقع في أقصى جنوب البحر الكاريبي على بعد 11 كيلومترًا عن فنزويلا، وهي أرخبيل مكون من جزيرتين رئيسيتين، هما جزيرة ترينيداد وجزيرة توباجو، بالإضافة إلى 21 جزيرة صغيرة أخرى، ويقطنها حوالي مليون ونصف المليون شخص، ونالت استقلالها من الاستعمار البريطاني في 31 أغسطس عام 1962.
حالة طوارئ
وانقلبت السفينة الغامضة في المياه قبالة الجزيرة الكاريبية، ووفقًا لشبكة "سي إن بي إس" الأمريكية، فلم تتلق السلطات في الدولة أي مكالمات طوارئ، ولا علامة على وجود طاقم السفينة، ولا يعرف حتى الآن صاحبها أو الجهة المالكة لها، وأدى انقلابها إلى تسرب بقعة ضخمة من النفط كان محملًا عليها، على بعد ما يقرب من 10 أميال من الساحل، ولم يتمكن الغواصون حتى الآن من سد التسرب.
رئيس الوزراء كيث رولي، أعلن بعد التسرب الخطير أن بلاده تواجه حالة طوارئ وطنية، وطلب من مئات المتطوعين المساعدة والمشاركة في جهود الحكومة لاحتواء الأزمة، لافتًا إلى أن التسرب حتى مساء اليوم لم يكن تحت السيطرة على الإطلاق، ولا يمكن بدء عملية التنظيف والترميم، إلا عندما يصبح الوضع تحت السيطرة.
إتلاف الشواطئ
وأدى التسرب النفطي من السفينة الغامضة، إلى إتلاف الشعاب المرجانية وشواطئ المحيط الأطلسي، وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد وجهت الحكومة نصائح لسكان القرى الواقعة على الساحل القريب من التسرب بارتداء الأقنعة أو الانتقال مؤقتًا إلى مكان أكثر أمانًا، حيث يأتي التسرب في ذروة الكرنفال، مما يهدد الأعمال السياحية التي تعتبر حيوية لاقتصاد الدولة ذات الجزيرتين.
وكشفت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها الحكومة، عن بقعة مميزة تشبه الفضة تنبعث من السفينة المحطمة المقلوبة، بالإضافة إلى ذلك، هناك خطوط ملحوظة من مادة سميكة تشبه اللون الأسود تصاحب التسرب، كما أظهرت الصور المناطق المتضررة وأطقم العمل وهي تقوم بمحاولة السيطرة على الوضع، وحجب النفط من الوصول إلى الشواطئ.
سفينة غامضة
"السفينة الغامضة"، كما وصفها رئيس وزراء جمهورية "ترينيداد وتوباجو"، ربما كانت متورطة في أعمال "غير مشروعة"، مضيفًا في تصريحاته أنهم لا يملكون أي فكرة عن مصدرها، ولا كل ما تحتويه، مشيرًا إلى أن الغواصين رصدوا اسم "جولف ستريم" على جانب السفينة التي يبلغ طولها حوالي 330 قدمًا، وحددوا طول الكابل، مما قد يشير إلى أنها كانت يتم سحبها.
وتواصل فرق الإنقاذ المحلية، جهودها الدؤوبة، للتنظيف على طول خليج روكلي، سكاربورو، وعلى الرغم من الظلام، فإن التزامهم -كما تقول الإدارة- الذي لا يتزعزع يتألق وهم يعملون بجد لاستعادة التوازن البيئي والتخفيف من آثار الحادث الأخير.