دخل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى مستشفى "والتر ريد" العسكري الوطني مرة أخرى في أقل من شهر، بسبب "مشكلة ملحة في المثانة"، كما أعلن البنتاجون مساء أمس الأحد، وقد نُقلت مهامه إلى نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس أثناء تلقيه العلاج.
نقل المهام إلى نائبة وزير الدفاع
أوضحت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن أوستن صاحب الـ70 عامًا أُدخل إلى وحدة العناية المركزة بالمستشفى، وقد سافر إلى هناك مع أجهزة الاتصالات اللازمة لممارسة مهام منصبه إذا لزم الأمر. ومع ذلك، أعلن متحدث البنتاجون لاحقًا، مساء أمس الأحد، بأن مسؤوليات أوستن قد انتقلت إلى هيكس.
وقد تم إبلاغ كل من "هيكس" وهيئة الأركان المشتركة والبيت الأبيض والكونجرس بحالة أوستن. وقال البيان الأولي الصادر عن البنتاجون: "في الوقت الحالي، ما زال الوزير يحتفظ بمهام منصبه". مضيفًا: "إلا أن نائبة الوزير مستعدة لتولي مهام وزير الدفاع إذا لزم الأمر".
وتشير الصحيفة البريطانية، إلى أن إدخال أوستن للمستشفى جاء بعد بضعة أسابيع فقط على خلفية خضوعه سرًا للعلاج في مستشفى "والتر ريد" في أواخر ديسمبر الماضي، بعد جراحة سرطان البروستاتا، إذ لم يكن موظفو البيت الأبيض الكبار ولا الرئيس بايدن على دراية بإقامة وزير الدفاع التي استمرت ثلاثة أيام في المستشفى وغيابه عن البنتاجون، ما أثار الانتقادات وفتح تحقيق عام.
غموض حول ارتباط الإصابة الحالية بالسابقة
واستمر أوستن في توجيه العمليات العسكرية من غرفة المستشفى خلال تلك الفترة، بما في ذلك الموافقة على ضربات انتقامية ضد الميليشيات المدعومة من إيران، ثم خرج من المستشفى في 15 يناير. وأدت التأخيرات في الإخطار عن وضعه الطبي إلى مخاوف ثنائية الحزب في الكونجرس بشأن الشفافية وعدم اتباع إجراءات التواصل المناسبة.
وأشارت الجارديان إلى أنه ما زال من غير الواضح ما إذا كانت إصابة أوستن الحالية مرتبطة بعلاجه السابق لسرطان البروستاتا والمضاعفات اللاحقة، إذ لم يقدم بيان البنتاجون مزيدًا من التفاصيل.
وقد جاء الإعلان المفاجئ بعد ساعات قليلة من تحذير الرئيس بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شن هجوم محفوف بالمخاطر في غزة دون حماية كافية لأكثر من مليون مدني فلسطيني يحتمون هناك.
وأفادت "رويترز" أنه كان من المقرر أن يسافر أوستن إلى بروكسل هذا الأسبوع لحضور اجتماع لمجموعة اتصال الدفاع عن أوكرانيا الأربعاء المقبل، إلا أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت إصابته ستؤثر على تلك الخطط، فنائبة الوزير هيكس مخولة الآن بشكل كامل بقيادة وزارة الدفاع في غياب أوستن.
الإخطارات الفورية للمسؤولين
شدد كبار قادة البنتاجون على أن بروتوكولات الإشعار تم اتباعها بشكل صحيح هذه المرة، مع إبلاغ البيت الأبيض والكونجرس وهيئة الأركان فورًا بالوضع، مؤكدين أن هيكس مستعدة لتولي مسؤوليات أوستن حسب الضرورة.
أشارت "أي بي سي نيوز" إلى أن بيان أمس الأحد يمثل تباينًا واضحًا مع التعامل مع إقامة الوزير السابقة في المستشفى، إذ دفعت التأخيرات في التنبيهات الشهر الماضي إلى أن يُرسل قادة لجنة الخدمات المسلحة الثنائية الحزب في مجلس الشيوخ رسالة إلى أوستن تطالب بتقديم حساب كامل عن غيابه، إذ قالوا "إن إجراءات الإشعار الحاسمة لم يتم اتباعها" فيما يتعلق برعايته الطبية وغيابه عن البنتاجون.
بينما يواصل أوستن تلقي العلاج، ستتولى نائبة الوزير هيكس قيادة المناقشات الرئيسية حول دعم الدفاع الأوكراني، كما ستشرف على استجابة الولايات المتحدة مع النظر في إسرائيل تصعيدًا كبيرًا للقوة في غزة.
وتجلب هيكس ما يزيد على 30 عامًا من خبرة سياسة الدفاع إلى مهامها الجديدة.
وشدد البنتاجون على أن أوستن مخوّل تمامًا بمواصلة مهام منصبه بقدر ما تسمح به صحته، لكن مع استمرار دخوله المستشفى، أعلنت نائبة الوزير هيكس استعدادها للتدخل كوزيرة دفاع بالإنابة.