وصف نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري الأسبق، دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره الخامس بـ"الأزمة السياسية الحادة"؛ لأنها تهّز كيان العمل السياسي وتمثل إغفالًا للقانون الدولي، وتُعد كارثة إنسانية بسبب تجاوز عدد الشهداء والمصابين لـ100 ألف فلسطيني، فهناك إغفال لمتطلبات التفاعل الإقليمي مع الوضع داخل قطاع غزة، كما أنّ نتنياهو غير مؤمن بحلّ الدولتين.
في برنامج "عن قرب" الذي تقدمه الإعلامية أمل الحناوي، على شاشة "القاهرة الإخبارية"، تطرق الحوار مع وزير الخارجية المصري الأسبق، إلى الكثير من القضايا الراهنة والحساسة، وطالب "فهمي" المجتمع الدولي بالتعامل مع الأزمة والمشكلة في آنٍ واحدٍ، ويجب تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته على حدود 1967، ولن نستطيع وقف إطلاق النار، دون ربطه بغطاء سياسي والتعامل مع الأزمة الحالية.
صعوبة القضاء على الفصائل الفلسطينية
هناك تقارير إعلامية تحدثت عن صفقة بين إسرائيل وحماس، وعن هذا الأمر علق فهمي قائلًا: "الحل يكمن في وقف العنف وإنهاء أسباب النزاع وصفقات المحتجزين مفيدة، ولكنها لن تحل القضية".
وأكد الوزير المصري الأسبق، أنّ فكرة القضاء على الفصائل الفلسطينية غير ممكنة ولن ينجح الجانب الإسرائيلي في تحقيق ذلك، مُحذرًا من أي عمل عسكري إسرائيلي بجنوب قطاع غزة، لأنه سيؤدي إلى مزيد من التوتر مع مصر.
نتنياهو غير مؤمن بحل الدولتين
أحداث 7 أكتوبر رد فعل لاحتلال طويل الأمد، هذا ما أكد عليه "فهمي" في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، وأوضح أنّ الغرب يزعم دائمًا بأن إسرائيل هي الدولة الأكثر ديمقراطية في العالم وحضورًا في حقوق الإنسان، ولاشك أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تُعد الأكثر تطرفًا وعنصرية منذ سنوات طويلة، إذ إنها تتحدث عن التهجير والإبادة الجماعية، والغالبية العظمى فيها تؤيد استمرار العنف والسلاح.
وأشار إلى أنّ الخلاف الموجود داخل الحكومة الإسرائيلية ليس في استخدام العنف، وإنما يكمن في أولوية الإفراج عن المحتجزين وتنفيذ الصفقة المطلوبة، فالبعض يرى الأولوية القضاء على حماس، وآخرون يعتبرون أنه يجب الاهتمام بالإفراج عن المحتجزين.
وأكد أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، غير مؤمن بـ "حلّ الدولتين"، فضلًا عن وجود أطراف أخرى أكثر تشددًا ورفضًا لهذا الحل، ويرى أنّ الإفراج عن المحتجزين يُخفف الضغط على الحكومة الإسرائيلية.
الموقف الأمريكي مخزٍ
يتحرك الجانب الإسرائيلي عندما يدفع الثمن غاليًا، وقبول إسرائيل كطرف في المنطقة يستوجب إنهاء الاحتلال -بحسب فهمي- فإن تقديراته تُشير إلى أنه يجب على العرب تغيير الساحة السياسية، ويجب على إسرائيل أنّ تدفع الثمن سياسيًا وجنائيًا أمام المحافل الدولية لجميع تجاوزتها ضد الفلسطينيين.
دوليًا، ذكر الوزير المصري الأسبق، أنّ هناك ضغوطًا مُتزايدة ورفضًا للتجاوزات الإسرائيلية والممارسات غير المُباحة وغير المقبولة إنسانيًا، لكنها لم تترجم بعد إلى مواقف سياسية في الواقع، ووصف الموقف الأمريكي بشأن استمرار العدوان الإسرائيلي بـ"المخزي" إلّا أنه بدأ يتغير بالتدريج؛ بسبب الضغوط الداخلية في أمريكا.
النظام الدولي يحتاج لمراجعة
يرى "فهمي" أن استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي في منصبه، يعكس أنّ النظام الدولي والإقليمي يحتاج إلى مراجعة بشكلٍ كاملٍ.
وذكر أنّ فكرة تهجير الفلسطينيين مطروحة إسرائيليًا منذ 30 عامًا، فالموقف الأمريكي من أحداث غزة يتناقض مع دعواتها باحترام القانون، خصوصًا بعد الوقوف ضد قرار وقف إطلاق النار ومحاسبة الإسرائيليين عمّا فعلوه من إجرام.
مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية تراجعت؛ بسبب تناقض مواقفها بشأن الأحداث في غزة، فمن وجه نظر "فهمي" عدم محاسبة إسرائيل وتركها تقتل الفلسطينيين، أمر غير مقبول وتغافلت عنه واشنطن.