الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خبر دائم وسط الصحيفة.. ريشة الشاعر مجدي نجيب ترسم لوحة متفردة في مشوار النجوم

  • مشاركة :
post-title
الشاعر الراحل مجدي نجيب

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

"غريبة ومش غريبة، إنى أكون في لحظة مخيفة، خبر كان وسط الصحيفة، وفجأة أكون زى السطور المليانين، بحاجات كتيرة منورين، وأنطفي في الحال من غير سؤال"، كلمات صاغها الشاعر مجدي نجيب في أحد أشعاره التي غناها المطرب محمد منير، ضمن عدد من الأشعار الأخرى التي ساهمت بصداها المحبب والقريب إلى النفس في نجومية العديد من المطربين الكبار في مصر والوطن العربي، قبل أن يرحل الفنان الملقب بـ شاعر الألوان عن عالمنا اليوم الأربعاء.

تميز إنتاج مجدي نجيب الفني باحتوائه على تركيبات لغوية تفرد بها في مجال الشعر العامي، وصور شعرية كأنه يرسمها أمام الجمهور بريشة الكلمات، فالفنان الذي تخرج في كلية الفنون الجميلة، لم يكن مهتما بغزارة الإنتاج قدر اهتمامه بخلق إبداع نادر الحدوث، يكمن سره في خصائصه المتفردة، التي تلاقت مع منهج المطرب محمد منير على وجه الخصوص، إذ وجد فيها المطرب القادم من النوبة سبيلًا لتحقيق رغبته في التفرد بكلمات يشعر من يسمعها وكأنه داخل عالم خيالي خاص ورغم غرابته يعكس واقعًا ملموسًا.

محمد منير ومجدي نجيب

الصور التي يرسمها مجدي نجيب في أشعاره، تجسد العديد من المشاعر الإنسانية المختلفة ما بين حزن وترقب وأمل، كما نجد في أغنيته "شبابيك" التي يقول مطلعها: سرقت عمري من أحزاني، سرقته لكن ما جاني ولا حد شاف فين مكاني، ورا الشبابيك. أو في أغنيته المتفائلة "ممكن" التي يقول فيها: أسكن بيوت الفرح آه ممكن، أسكن بيوت الحزن لا يمكن، ومستحيل يا حزن راح تسكن، قدر الزمان يفهمنا آه يمكن.

لوحات شعرية مميزة صاغها الراحل نجيب في أغنيات محمد منير صاحب النصيب الأكبر من التعاون الفني معه، ومنها "من أول لمسة"، "اخرج من البيبان" التي تبعث في النفس مساحات شاسعة من التفاؤل مع كلماتها التي تقول: اخرج من البيبان الحر الضيقة، الكون صابح جميل والدنيا مروقة، بترشرش على الولاد، على الحلم فى الحارات، رشت على الببان، على الزحمة فى الميدان".

غير محمد منير كان لعدد من الفنانين فرصة التعاون مع الشاعر الذي ولد عام 1936، ومنهم عبد الحليم حافظ في أغنية "كامل الأوصاف" التي غناها المطرب الشهير بالعندليب للمرة الأولى عام 1968، وحققت نجاحًا كبيرًا، كما غنت له شادية "قولوا لعين الشمس" هذه الأغنية التي أخذ مطلعها من أغنية وطنية للراحل سيد درويش ضد الاحتلال الإنجليزي ليصيغها في شكل عاطفي تعبر عن مشاعر الفقد والفراق.

إحدي لوحات مجدي نجيب

يميز مشوار نجيب في عالم الأشعار الغنائية أنه كان يضع بصمته الخاصة على المطربين الذين يتعاون معهم، وبذات التفرد في الكلمات كان المطربين يدخلون إلى عالم الخيال الخاص به، ومنهم صباح التي غنت له "جاني وطلب السماح" وتصور حالة المصالحة مع الحبيب رغم الهجر ودون عتاب قائلا: جاني يبكي على جرحي جاني يتمنـى فرحي، رديت حبيبي تعالى جنبي هنا وارتاح، قلبي من يومها يا روحي باعت لك السماح.

صدر للراحل نجيب عدة دواوين شعرية منها "صهد الشتا"، "مقاطع من أغنية الرصاص"، "ليالي الزمن المنسي"، "الوصايا"، و"الحب في زمن الحرب"، إضافة إلى العديد من اللوحات التشكيلية التي حافظ فيها على التعبير عن البيئة الشرقية ومزجت بعضها بين الفانتازيا والقضايا الفلسفية، ليستحق لقبه "شاعر الألوان" الذي أطلقه عليه النقاد، ويبقى بإبداعاته "خبر دائم وسط الصحيفة".