في الوقت الذي تأججت فيه الاحتجاجات ضد الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، ضد الإصلاحات التي يعتزمها، أدار اليميني الشعبوي ظهره لغضب الشارع في بوينس آيرس، متوجهًا إلى تل أبيب لزيارة نظيره الإسرائيلي.
ضمن جولة مخطط لها، التقى الأرجنتيني خافيير ميلي في القدس بنظيره رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي الرئيس إسحاق هرتسوج، تليها زيارة لعائلات المحتجزين، ولقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال الرئيس اليميني: "أرسلت مشروع قانون إلى الكونجرس الأرجنتيني أطالب فيه بالإفراج عن جميع المحتجزين، بما في ذلك المواطنين الأرجنتينيين الأحد عشر".
ويعد "ميلي" مؤيدًا قويًا لإسرائيل، وتعهد العام الماضي بنقل سفارة الأرجنتين من تل أبيب إلى القدس، قائلًا لوزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على مدرج المطار بالقرب من تل أبيب: "خطتي هي نقل السفارة إلى القدس الغربية".
مظاهرات في العاصمة
لم يُكمل رئيس الأرجنتين اليميني، خافيير ميلي، شهرين على توليه منصبه، بعد فوزه في الانتخابات التي أقيمت ديسمبر الماضي، حتى خرج مئات الآلاف للاحتجاج في العاصمة بوينس آيرس، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وبعد وقتٍ قصيرٍ من فوزه في الانتخابات، حذّر "ميلي" من أن الأرجنتين سوف تضطر إلى الاستعداد لسنة أولى صعبة، إلا أنه لا يحظى في أسابيعه القليلة الأولى بأوقات سهلة، في ظل انفجار الأسعار، والدعوة إلى الإضراب العام من قِبل الاتحاد العمالي الرئيسي في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.
شلل في البلاد
وتسبب إضراب عام، قبل أسبوع، في شل أجزاء كبيرة من الحياة العامة بالبلاد، إذ تراوحت الأرقام بين 40 ألفًا و600 ألف شخص في العاصمة بوينس آيرس، وبلغت 1.5 مليون شخص في جميع أنحاء الأرجنتين.
وتأثرت الحركة الجوية في وقت مبكر بسبب الإضراب، إذ ألغت شركة الخطوط الجوية الأرجنتينية ما يقرب من 300 رحلة وأثرت على أكثر من 20 ألف مسافر مقابل خسارة قدرها نحو 2.5 مليون دولار.
نهج اقتصادي مُتشدد
ورفض المحتجون النهج الاقتصادي المتشدد للرئيس الجديد، الذي توعد بطرح مشاريع قوانين جديدة أسهمت في تخفيض قيمة العملة بنسبة 54 % وفرض تدابير تقشّفية.
ويريد "ميلي" تحويل البلاد نحو الليبرالية اليمينية من خلال مشروعية الرئيسيين، مرسوم ضخم يتضمن أكثر من 300 تغيير على القانون وحزمة أخرى تسمى "القانون الشامل"، التي تتضمن مئات التعديلات الإضافية، إلا أن المرسوم الصادر في منتصف ديسمبر الذي أسس لتلك الإصلاحات يواجه أكثر من 60 طعنًا في المحاكم بحجّة مخالفته لأحكام الدستور.
ويركز الرئيس اليميني على خصخصة جميع الشركات المملوكة للدولة تقريبًا مثل السكك الحديدية، وشبكات الإنترنت.
الفقر والتضخم في الأرجنتين
ويبلغ معدل الفقر في الأرجنتين الآن 45% وهو في ارتفاع، إذ ارتفع التضخم بنسبة 25.5% في الشهر الأول من حكم رئيس الأرجنتين الجديد.
ولتعزيز القدرة التنافسية للصادرات تم خفض قيمة البيزو بأكثر من 50% الشهر الماضي.
رقم سلبي لموظفي القطاع العام
وتعد الأرجنتين ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية، إذ لديه العديد من موظفي القطاع العام، وانخفاض الإنتاجية الصناعية والاقتصاد الموازي الذي يحرم الدولة من الكثير من عائدات الضرائب.
بعد أن تقلّد خافيير ميلي، منصبه رئيسًا للبلاد، منذ 45 يومًا، بدأ في تنفيذ خطته لخفض الإنفاق بشكل كبير وتطبيق إصلاحات اقتصادية تهدف للسيطرة على التضخم، وسط استمرار فقدان العملة الوطنية "البيزو" قيمتها مقابل الدولار الأمريكي.
وأعرب رئيس الأرجنتين الجديد عن مدى رغبته في تغيير البلاد من خلال تقليص عدد الوزارات إلى النصف لتوفير التكاليف، مع موجة ضخمة من تسريح العمال في القطاع العام.