في مقابلة بثت صباح الأحد على قناة "فوكس"، عاد الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات 2024 دونالد ترامب، ليكرر مجموعة متنوعة من الادعاءات الكاذبة السابقة حول الشرق الأوسط، والمرشحة الجمهورية المنافسة نيكي هيلي، وزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وموضوعات أخرى.
وأشار تقرير لمنصة تقصي الحقائق لشبكة "سي إن إن" إلى أن ترامب "أحيا كذبة ظل يرددها منذ حملته الرئاسية عام 2016، وهو حديثه علنًا ضد فكرة غزو العراق.
وقال ترامب في المقابلة: "الذهاب إلى العراق كان أمرًا غبيًا. تذكر أنني كنت أقول: لا تفعل ذلك، ولكن إذا فعلت ذلك، احتفظ بالبترول".
لكن، لم يعرب ترامب علنًا عن معارضته لغزو العراق في مارس 2003 قبل حدوثه.
ففي كتابه الصادر عام 2000 بعنوان "أمريكا التي نستحقها"، قال ترامب إن توجيه ضربة عسكرية إلى العراق "قد يكون ضروريًا".
وعندما سأله المذيع هوارد ستيرن ترامب في سبتمبر 2002 عما إذا كان يؤيد غزو العراق، أجاب: "نعم، أعتقد ذلك. أتمنى أن يتم ذلك بشكل صحيح".
وقد بدأ ترامب في انتقاد الحرب في عام 2003، ولكن بعد الغزو، وقال أيضًا في ذلك العام إنه لا ينبغي سحب القوات الأمريكية من العراق. لكنه ظهر كمعارض صريح للحرب في عام 2004.
صواريخ إيران
كرر ترامب ادعاءات أطلقها في مناسبات مختلفة خلال حملته الانتخابية في الأشهر الأخيرة، قائلًا إن إيران "تجنبت عمدًا" ضرب قاعدة تضم قوات أمريكية في العراق، عندما أطلقت صواريخ باتجاه القاعدة في يناير 2020، ردًا على اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
وزعم ترامب على قناة "فوكس" أن إيران "اتصلت لإبلاغه بخطتها".
وقال: "كنا نعلم أنهم لن يضربوا داخل القاعدة".
وفي الحقيقية، وكما أشارت صحيفة "واشنطن بوست" في تقريرها أواخر العام الماضي، فقد أصاب 11 صاروخًا إيرانيًا قاعدة "عين الأسد" التي استهدفتها إيران في الهجوم الانتقامي.
وذكرت شبكة "سي إن إن"، وقتها، أن "الصواريخ الإيرانية، التي استخدمت أنظمة توجيه على متنها "تمكنت من تمزيق مواقع عسكرية أمريكية حساسة، مما أدى إلى إتلاف مجمع للقوات الخاصة، وحظيرتين، بالإضافة إلى وحدة إسكان مشغلي الطائرات الأمريكية المُسيّرة".
هيلي وماكونيل
قال ترامب إن الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، التي فاز بها في نيو هامبشاير، في يناير "كانت المكان الوحيد الذي حظيت هيلي -منافسته الحزبية- بفرصة الفوز فيه".
وقال إن هذا "لأن الديمقراطيين مسموح لهم بالتصويت في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وكذلك للمستقلين".
لكن في الواقع، لا يُسمح للديمقراطيين المسجلين بالتصويت في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في نيو هامبشاير. بل يُسمح فقط للجمهوريين والمستقلين المسجلين بالتصويت.
وفي مقطع من المقابلة التي بثتها قناة "فوكس" ادعى ترامب أن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، دعم تريليونات الدولارات في الإنفاق على "المشاريع التي تعد بمثابة صفقة خضراء جديدة".
وقال ترامب: "أسميها عملية الاحتيال الخضراء الجديدة. تريليونات الدولارات من أجل عملية الاحتيال الخضراء الجديدة".
لكن الرئيس السابق لم يُشر إلى أن ماكونيل كان معارضًا صريحًا لقرار الكونجرس الخاص بالصفقة الخضراء الجديدة ككل، وأن الكونجرس لم يمرر القرار فعليًا.
وقد أدان ماكونيل مرارًا وتكرارًا قرار الصفقة الخضراء الجديدة، واصفًا إياه، من بين أمور أخرى، بأنه "راديكالي" و"اشتراكي" و"فوضوي".
كما عارض مشروع قانون ديمقراطي في عام 2022، يقضي بإنفاق مئات المليارات الإضافية على مبادرات المناخ.
الجدار الحدودي
وفي معرض الترويج لأدائه في مجال سياسة الهجرة، ادعى ترامب أنه قام ببناء 561 ميلًا من الجدار.
لكن، ذكر تقرير رسمي صادر عن إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، والذي كتب بعد يومين من ترك ترامب لمنصبه، إن العدد الذي تم بناؤه في عهد ترامب كان 458 ميلاً، بما في ذلك الجدار الذي تم بناؤه ليحل محل العوائق الحدودية السابقة.
وحتى في خطاباته الانتخابية في أواخر العام الماضي، كان ترامب يضع الرقم في بعض الأحيان، بشكل أكثر دقة، عند ما يقرب من 500 ميل.