رغم خروجها المُبكر من كأس آسيا بعد هزيمة منتخبها في الدور الأول، إلا أن الصين ما زالت حاضرة بقارة أخرى في النسخة الـ34 من كأس الأمم الأفريقية، إذ تواصل الصين تعميق علاقاتها مع الدول الإفريقية من خلال بناء ملاعب رياضية ومشروعات بنية تحتية أخرى في القارة السمراء.
وبحسب صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، فإن بكين بنت أكثر من 100 ملعب بإفريقيا، في إطار ما أطلقت عليه مبادرة الحزام والطريق.
بناء الملاعب الرياضية
تزامنت الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الصيني وانج يي، إلى ساحل العاج مع المراحل الأولى في بطولة "كان 2023"، التي تستضيفها الدولة الواقعة في غرب إفريقيا بـ3 ملاعب بنيت بمساعدة الصين.
وفي لقائه بالرئيس الإيفواري الحسن واتارا في العاصمة الاقتصادية أبيدجان، 17 يناير، قال "وانج" إن استضافة كأس الأمم الإفريقية "ليست فقط حدثًا عظيمًا للشعب الإفريقي، لكن أيضًا فخر ساحل العاج".
وأكد وزير الخارجية الصيني، أن الملعب الرئيسي، الذي بُني بمساعدة الصين لساحل العاج تم تسليمه في الوقت المحدد وبجودة عالية.. وأصبح رمزًا للتعاون المتبادل بين الصين وساحل العاج ورمزًا للصداقة بين الصين وإفريقيا".
ومن بينها ملعب "الحسن واتارا" الذي يتسع لـ60 ألف متفرج شمال أبيدجان، المعروف أيضًا باسم الملعب الأولمبي لإيبيمبي. وهو أكبر ملعب في ساحل العاج وتم تمويله بمبلغ 40.6 مليون دولار من وكالة التعاون الدولي للتنمية الصينية أو الصين للمساعدات، وهي الوكالة الرسمية للمساعدات الخارجية والتنمية العالمية في بكين.
وهناك أيضًا ملعب لوران بوكو في سان بيدرو، الذي تم تمويله بمبلغ 107.5 مليون دولار من البنك الصناعي والتجاري الصيني.
تعزيز التعاون مع القارة السمراء
ويأتي بناء الملاعب في إطار خطة أوسع وأطول أجلًا من الصين لتعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، من خلال تمويل مشروعات البنية التحتية الكبيرة الحجم مثل المنشآت التعليمية الدبلوماسية والعسكرية والقصور الرئاسية ومباني البرلمان والمستشفيات ومقرات الخارجية.
وكتب سيمون تشادويك، أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي في مدرسة سكيما للأعمال بفرنسا، وكريس توروني، مرشح للدكتوراه ومحاضر في جامعة لوفبرا ببريطانيا، في موقع ذا كونفرسيشن للأخبار: "كل هذا يندرج ضمن سياسة طويلة الأمد للدبلوماسية الاستادية التي تنتهجها الصين عبر القارة".