قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، إن القتال يشتد حول مستشفى ناصر - أكبر مستشفى ما زال يعمل في قطاع غزة - وإن المستشفى لن يتمكن من مواصلة العمل إذا لم يتسن وصول المزيد من الإمدادات إليه.
وتوقف العمل بالفعل في معظم المستشفيات بغزة بسبب القصف الإسرائيلي ونقص الإمدادات بعد أكثر من ثلاثة أشهر، من الهجوم الإسرائيلي الذي أثاره الهجوم المميت الذي شنته "حماس"، 7 أكتوبر الماضي.
وتقول الأمم المتحدة إن مستشفى ناصر في خان يونس بوسط غزة يعمل بالحد الأدنى بينما يحاصره جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي بجنيف: "الوضع حول مستشفى ناصر أصبح أسوأ ويتمثل ذلك في إطلاق النار والقتال حوله وصعوبة وصول الناس إليه أو صعوبة المغادرة".
ويؤوي المستشفى آلاف النازحين إضافة إلى الأطباء والمرضى.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن شحنة المواد الغذائية المخصصة للمستشفى تعرضت اليوم الثلاثاء، لهجوم من قبل حشود جائعة بسبب تأخر الإمدادات قرب نقطة تفتيش إسرائيلية ولم تصل المستشفى قط.
وأضاف "ليندماير" أنه لم يتم منح الإذن لتسليم وقود آخر من منظمة الصحة العالمية لمستشفى ناصر أمس الإثنين، على الرغم من وصول شحنة طبية.
وأوضح أن "حالات الرفض والتأخير جزء من نمط يعيق وصول الإمدادات الإنسانية للمستشفيات وقد يجعلها غير قادرة على العمل".
وتعرض المستشفى الرئيسي سابقًا، مستشفى الشفاء في شمال غزة، لأضرار جسيمة واجتياح القوات الإسرائيلية حتى تم إخلاؤه في نهاية المطاف.
وقالت الأمم المتحدة إن بعض المرضى تم نقلهم جنوبًا، وإن مستشفى ناصر يضم مرضى يزيد عددهم على ثلاثة أمثال طاقته الاستيعابية.
ووصف ليندماير مستشفى ناصر بأنه "رمز مهم"، وقال إنه في بعض الأحيان يتم إجراء عمليات جراحية على الأرض فيه.
وأضافت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق، أن نصف الطاقم الطبي فروا، وأن طبيبين اثنين فقط من أصل 24 ما زالا في المستشفى.
وكرر ليندماير دعوة منظمة الصحة العالمية للمانحين لمواصلة تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بعد أن أوقفت دول عديدة تمويلها بعد مزاعم بأن بعض الموظفين شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
وقال: "إنه تشتيت للانتباه. وبقدر أهمية هذه المناقشة دعونا لا ننسى القضايا الحقيقية على الأرض"، في إشارة إلى حجم المعاناة الإنسانية بغزة.