انتهى جهد دبلوماسي مطول بين موسكو وواشنطن، بعفو رئاسي متبادل بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، عن المواطنين برتني جراينير، وفيكتور بوت، في صفقة تبادل سجناء لم تشمل بول ويلان المدان بالتجسس في موسكو، شهد عليها مطار أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة.
الإعلان الروسي.. "بوت حر" رغم رفض واشنطن المتكرر إدراجه بمخطط التبادل
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، إعادة مواطنها فيكتور بوت إلى موسكو، بعد عملية مبادلة مع لاعبة السلة الأمريكية بريتني جراينير.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها: "في 8 ديسمبر 2022، تم الانتهاء بنجاح من إجراءات تبادل المواطن الروسي فيكتور بوت مع المواطنة الأمريكية بريتني جراينير، اللذان كانا يقضيان عقوبة بالسجن في المؤسسات الإصلاحية بالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، في مطار أبو ظبي"، وفق وكالة تاس الروسية.
وأضافت الخارجية الروسية أن الصفقة سبقتها سلسلة كاملة من المفاوضات، حيث حاولت الولايات المتحدة الإصرار على صيغتها 2 مقابل 1، لكنها فشلت في النهاية.
واحتُجز "بوت" البالغ من العمر 55 عاما في بانكوك عاصمة تايلاند عام 2008، بموجب أمر صادر عن محكمة محلية بناءً على طلب من الولايات المتحدة. ووُجهت إليه تهمة تقديم أسلحة بشكل غير قانوني إلى جماعة متمردة تعرف باسم القوات المسلحة الثورية لكولومبيا، تصنفها واشنطن على أنها منظمة إرهابية. حيث تم تسليم بوت إلى الولايات المتحدة بعد ذلك بعامين. وفي أبريل 2012، حُكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا وغرامة قدرها 15 مليون دولار.
الإعلان الأمريكي: أفرجنا عن بريتني من الجحيم
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، الإفراج عن نجمة كرة السلة بريتني جراينير، في صفقة تبادل سجناء مع روسيا، منهية ما أسماه "شهورًا من الجحيم". وفق ما أوردت وكالة رويترز للأنباء.
وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض: "إنها في أمان إنها على متن طائرة إنها في طريق العودة للوطن بعد شهور من احتجازها ظلمًا في روسيا، واحتجازها في ظروف لا تُحتمل".
وأٌلقي القبض على جراينير (32 عاما) نجمة فريق فينكس ميركوري بالرابطة الوطنية لكرة السلة للسيدات، الحاصلة على ميدالية ذهبية أولمبية مرتين، في 17 فبراير في مطار بموسكو عندما عثرت السلطات على سجائر إلكترونية تحتوي على زيت الحشيش، المحظور في روسيا، في حقيبتها.
وحُكم عليها في الرابع من أغسطس بالسجن تسع سنوات في مستعمرة جنائية بتهمة حيازة وتهريب المخدرات. وأقرت جراينير بالذنب في التهم الموجهة إليها، لكنها قالت إنها ارتكبت "خطأ غير مقصود" ولم تتعمد مخالفة القانون. ونُقلت الشهر الماضي إلى مستعمرة جنائية في منطقة موردوفيا الروسية لقضاء فترة عقوبتها.
عفو متبادل يمنح بوت بريتني حرية كاملة
قالت أمينة المظالم المعنية بحقوق الإنسان في روسيا تاتيانا موسكالكوفا، إن الرئيسين الروسي والأمريكي قدما عفوًا متبادلا عن بوت وجراينير، ما يعني أنه تم إنهاء المحاكمة الجنائية أخيرًا، ويتمتع بوت وجراينير بحرية كاملة في الحركة، وفق ما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية.
"تاجر الموت" مقابل "نجمة كرة السلة" .. لماذا لم تحظى واشنطن بسجينين؟
وفي مفارقة لم يكشف عن كواليسها حتى الآن، تخلت واشنطن عن صيغتها (2 مقابل 1 ) المعروضة على روسيا في سلسلة من المفاوضات السابقة بينهما، إذ تعاونت مع موسكو في أكثر الأمثلة البارزة والنادرة على تعاونهما منذ تفاقم الأزمة بينهما في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
بادلت موسكو لاعبة كرة السلة الأمريكية بواحد من أكثر الرجال المطلوبين في العالم، إذ إن "بوت" ويطلق عليه "تاجر الموت"، وعلى مدى تجاوز 20 عامًا يعد أشهر تجار السلاح في العالم، حيث"باع أسلحة للدول المارقة والجماعات المتمردة وقادة الحرب القتلة في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية"، وفق رويترز.
أكد الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة ستواصل العمل على إطلاق سراح بول ويلان، الجندي السابق في مشاة البحرية الأمريكية، والذي أدرجت اسمه جنبًا إلى جنب مع بريتني ليحصل على حريته بدوره في عرضها على موسكو في يوليو الماضي.
قال بايدن: "للأسف، ولأسباب غير مشروعة تمامًا، تتعامل روسيا مع قضية بول بشكل مختلف عن قضية بريتني. ورغم أننا لم ننجح بعد في إطلاق سراح بول، إلا أننا لم نستسلم ولن نستسلم أبدًا".
حرية ويلان "صفقة لن تحدث"
اعتبر شقيق بول ويلان أن صفقة مع موسكو يتم بموجبها إطلاق سراح أخيه "لن تحدث"، مؤكدًا ان إدارة واشنطن اتخذت القرار الصحيح باستعادة بريتني جراينير.
قال ديفيد، شقيق ويلان، إن الحكومة الأمريكية نبهت أسرته مقدما لتمنحها الوقت كي تستعد لخيبة الأمل.
أضاف: "أنا سعيد جدا لأن بريتني جراينير في طريقها للعودة إلى الوطن.. اتخذت إدارة بايدن القرار الصحيح بإعادة السيدة جراينير إلى الوطن وإبرام الصفقة التي كانت ممكنة بدلا من انتظار صفقة لن تحدث"، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
وقضت محكمة روسية بسجن الجندي السابق في البحرية الأمريكية، بول ويلان، 16 عاما مع الأعمال الشاقة بتهمة التجسس وتلقي معلومات سرية، بعد أن ألقي القبض عليه في ديسمبر 2018 بفندق في موسكو، وبحوزته وحدة تخزين إلكترونية، يقول مسؤولون أمنيون إنها تحتوي على أسرار دولة.