تعرضت كنيسة إيطالية في العاصمة التركية إسطنبول، لهجوم مسلح، في أثناء إقامة مراسم دينية، اليوم الأحد، ما أسفر عن مقتل شخص، فيما بدأت الأجهزة الأمنية التحقيق في الحادث، واعتبره سياسيون "حلقة" في سلسلة عمليات استفزازية تستهدف أمن البلاد.
وفي أعقاب الهجوم، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مكالمة هاتفية مع حاكم منطقة ساريير عمر كالايللي، وكاهن كنيسة سانتا ماريا الإيطالية أنطون بولاي، والقنصل العام البولندي في إسطنبول فيتولد ليسنياك بشأن الهجوم.
وأعرب الرئيس التركي عن تعازيه، مشيرًا إلى أنه جاري اتخاذ الخطوات اللازمة للقبض على الجناة في أقرب وقت ممكن.
كما اتخذت محكمة الصلح الجنائية في إسطنبول، قرارًا بحظر نشر جميع الأخبار المرئية والمسموعة المتعلقة بالحادث، في نطاق التحقيق الذي بدأه مكتب المدعي العام بالمدينة.
تفاصيل الهجوم
وكشفت شبكة "سي إن إن" التركية، تفاصيل الحادث، مشيرًا إلى أنه "بينما كان القداس يقام في كنيسة سانتا ماريا في ساريير صباح يوم الأحد، دخل مهاجمان يرتديان أقنعة الكنيسة بأسلحة أوتوماتيكية في أيديهما، ونفذا هجومًا مسلحًا على الأشخاص الذين كانوا يقيمون القداس في الكنيسة".
وقالت الشبكة إنه: "وفقًا للبيانات الأولية توفي شخص واحد حتى الآن، ولا توجد معلومات واضحة عن الجرحى. ومع ذلك، هناك أنباء عن وقوع مصابين"، مضيفًا: "لا توجد معلومات حتى الآن حول القبض على المهاجمين، ونعتقد أن فرق الشرطة ستفحص تسجيلات كاميرات المراقبة وتواصل عملياتها في اتجاه هروبهم".
بعد إطلاق النار، تم إرسال عدد كبير من أطقم الشرطة والإسعاف إلى مكان الحادث، وأغلقت الشرطة منطقة كبيرة بها ممرات أمنية بشريط أمني من أجل إجراء تحقيق أكثر موثوقية في مكان الحادث، إلى جانب عدم السماح للصحفيين بدخول مكان الحادث، في الوقت الحالي.
وذكر "أولوداغ"، أنه البلاد شهدت العديد من الاستهدافات في الأسابيع القليلة الماضية، حيث تعرض إمام مسجد الفاتح بإسطنبول لهجوم بسكين واليوم نرى كنيسة مستهدفة. قائلًا إنها "أحداث متتالية تستهدف أمن البلاد".
بيان الداخلية
وأدلى وزير الداخلية على يرليكايا ببيان حول الحادث، قائلًا إنه "وقع اليوم في نحو الساعة 11.40 صباحًا، هجوم على كنيسة سانتا ماريا في منطقة ساريير بحي بويوكدير، وتعرض أحد المشاركين في القداس، لهجوم بمسدس من قبل شخصين يرتديان أقنعة ما أودى بحياته"، بحسب صحيفة "ميلليت" التركية.
وأشار يرليكايا -الذي صرح قائلًا: "نحن ندين بشدة هذا الهجوم الخسيس"- إلى فتح تحقيق واسع النطاق حوله، وسعي عناصر الأمن إلى القبض على منفذيه.
استهداف الاستقرار
ومن جهته، صرح عاكف نشاتاي كيليش، كبير مستشاري السياسة الخارجية والأمن: "أدين بشدة الهجوم على كنيسة سانتا ماريا وأعرب عن تعازيّ لعائلة الشخص الذي فقد حياته إثر الحادث.. لن يُسمح أبدًا بمثل هذه الاستفزازات في بلدنا.. ويجري التحقيق في الحادث من جميع الجوانب، وتقوم جميع المؤسسات ذات الصلة بالأعمال اللازمة.. وسيتم القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة في أقرب وقت ممكن".
وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم والمتحدث باسم الحزب عمر تشيليك: "ندين بشدة الهجوم المسلح على أحد مواطنينا خلال قداس في كنيسة سانتا ماريا في ساريير بإسطنبول.. وتجري قواتنا الأمنية تحقيقًا شاملًا في هذه المسألة.. أولئك الذين يهددون سلام وأمن مواطنينا لن يحققوا أهدافهم أبدًا".
شهدت تركيا، في أكتوبر من العام الماضي، هجومًا بالقنابل أمام مدخل مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية في العاصمة أنقرة، وبينما قتلت الشرطةُ أحد المهاجمين، فجر الآخر نفسه، ووصفته لاحقًا وزارة الداخلية بالهجوم الإرهابي الذي أدى إلى إصابة ضابطي شرطة بجروح طفيفة.