كشفت دراسة عن نسبة هائلة من الانبعاثات السامة الموجودة في رمال القطران الكندية، التي تعد واحدة من أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للبيئة، وإصابة للبشر بالأمراض.
وجدت الأبحاث المنشورة في مجلة "Science" أن تلوث الهواء الناتج عن الرمال النفطية الشاسعة في أثاباسكا في كندا يتجاوز الانبعاثات المبلغ عنها في الصناعة عبر المنشآت التي تمت دراستها بنسبة مذهلة، تتراوح بين 1.900٪ إلى أكثر من 6.300٪.
وقال الأكاديميون إن هذا يعني أن الملوثات التفاعلية الضارة من الرمال النفطية تعادل تلك الموجودة في جميع المصادر الأخرى من صنع الإنسان في جميع أنحاء كندا، مع آثار صحية خطيرة.
وصرح كيث ستيوارت، أحد كبار استراتيجيي الطاقة في منظمة السلام الأخضر بكندا: "أثبت هؤلاء العلماء صحة ما تقوله مجتمعات السكان الأصليين في اتجاه الريح منذ عقود في قياس المستويات المذهلة وغير المبلغ عنها إلى حد كبير لتلوث الهواء المضر بالصحة الناتج عن عمليات الرمال النفطية. وهذا يؤدي إلى إصابة الناس بالأمراض، لذا تستطيع حكوماتنا -بل وينبغي لها- أن تطلب من الشركات استخدام بعض أرباحها القياسية لتنظيف الفوضى التي أحدثتها."
وتعتبر رمال القطران الكندية، والتي تسمى أيضًا الرمال النفطية، موقعًا ضخمًا لاستخراج النفط في مقاطعة ألبرتا، وتغطي مساحة أكبر من مساحة إنجلترا، وهي واحدة من أكبر المشروعات الصناعية على هذا الكوكب، وشهدت مستويات إنتاج قياسية هذا العام.
ويسمى نوع الزيت الموجود في رمال القطران "القار" فهي ثقيلة للغاية ويصعب استخراجها، ويمكن أن يؤدي نقلها من أعماق الأرض إلى السطح إلى استهلاك كميات هائلة من المياه، وهو ما يكفي لمنافسة ما قد تستخدمه مدينة صغيرة يوميًا.
وهناك حاجة إلى المزيد من المياه والطاقة لتكريره للاستخدام التجاري، ويمكن أن تكون كمية الغازات الدفيئة الملوثة للمناخ المنبعثة لكل برميل من زيت رمال القطران أعلى بنسبة 30٪ من النفط التقليدي.
على مدى عقود، اشتكت مجتمعات السكان الأصليين في المنطقة من التأثير الصحي للهواء السام الناجم عن عمليات استخراج الرمال النفطية. وتكشف الدراسة، عن حجم تلوث الهواء ووجد الباحثون عن طريق استخدام الطائرات لقياس الملوثات أن هناك العديد من المركبات العضوية التي يتم إطلاقها أثناء العملية والتي تفتقدها الطرق التقليدية لقياس ملوثات الهواء مع عواقب صحية مدمرة.
وقال جيسي كاردينال، من مجموعة Keepers of the Water" التي يقودها السكان الأصليون، إن التقرير أكد ما كانت تعيشه العديد من المجتمعات لسنوات. وأضاف أن البيانات السابقة لا تعكس ضررًا هائلًا، لكن هذا التقرير يدعم ما تعانيه المجتمعات التي تعيش في هذه المناطق، إنه أمر سيء للغاية حيث أنهم لا يستطيعون فتح نوافذهم لأن التنفس يؤذي رئاتهم، خاصة في الليل".
فحص الباحثون الانبعاثات الناتجة عن عمليات التعدين السطحي وكذلك الاستخراج من رواسب البيتومين العميقة، وأشاروا إلى أهمية ممارسات إدارة النفايات بعد الاستخراج، مثل معالجة المخلفات.