تراقب تايوان والصين والولايات المتحدة عن كثب نتائج التصويت بالانتخابات البرلمانية في جزر توفالو، وذلك بعد خسارة رئيس الوزراء الحالي ناتانو، وسط تكهنات بأن الدولة الصغيرة ستكون مستعدة لتحويل اعترافها الدبلوماسي إلى بكين.
خسارة ناتانو
خسر رئيس وزراء توفالو الحالي كاوسي ناتانو مقعده البرلماني في الانتخابات العامة التي أُجريت في الدولة الجزيرة الواقعة في الباسيفيك يوم الجمعة، إذ فشل في الحصول على أحد مقعدين في دائرة فونافوتي في الانتخابات البرلمانية التي اختتمت يوم الجمعة.
ومن المقرر أن يختار البرلمان المنتخب حديثًا رئيس وزراء البلاد من بين 16 مشرعًا، وينافس على هذا المنصب وزير المالية سيف باينيو، المرشح بالتزكية، ورئيس الوزراء السابق إنيلي سوبواجا.
وأظهرت نتائج الناخبين في فونافوتي التي نُشرت يوم السبت على تلفزيون توفالو أن ناتانو لم يحتفظ بمقعده. وعاد باينيو دون معارضة في الدائرة الانتخابية بجزيرة نوكولايلاي، وقال إنه سيسعى إلى تشكيل ائتلاف بين المشرعين المنتخبين للترشح لمنصب رئيس الوزراء.
ولا توجد أحزاب سياسية في برلمان توفالو، حيث يتم انتخاب نائبين في كل دائرة من الدوائر الانتخابية الثمانية في الجزيرة.
داعمة لتايوان
وتعد توفالو، التي يبلغ عدد سكانها نحو 11200 نسمة موزعين على تسع جزر، هي واحدة من ثلاث حلفاء متبقين لتايوان في المحيط الهادئ، بعد أن قطعت ناورو علاقاتها هذا الشهر وتحولت إلى بكين، التي وعدت بمزيد من المساعدة التنموية.
وتعهد "ناتانو" بمواصلة دعم تايوان، الحليف الدبلوماسي منذ عام 1979. بينما قال سيف باينيو، وهو منافس آخر على القيادة، إنه ينبغي إعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية، على أن تقرر الحكومة الجديدة ما إذا كانت تايوان أو الصين تستطيعان الاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات توفالو.
ويأتي الصراع الدبلوماسي بين تايوان والصين وسط منافسة أوسع على النفوذ في المحيط الهادئ بين الصين والولايات المتحدة، حيث تعهدت واشنطن مؤخرًا ببناء أول كابل بحري لربط توفالو بوسائل الاتصالات العالمية.
موقف قد يتغير
وقال باينيو لـ"رويترز"، اليوم السبت، إن مسألة الاعتراف الدبلوماسي بتايوان أو الصين يجب أن تناقشها الحكومة الجديدة، مضيفًا أن حكومتنا الأخيرة في عهد رئيس الوزراء ناتانو أجرت مناقشات داخلية مكثفة حول هذا الموضوع عند بدء فترة ولايتنا في الحكومة لتحديد موقفنا السياسي بشأنها، لذلك لا شك أن الحكومة الجديدة ستحتاج إلى النظر في الأمر وتقرر موقفها السياسي وفقًا لذلك".
ورفض السفير التايواني في توفالو أندرو لين، مؤخرًا، فكرة التبديل المحتمل، وقال في حديثه مع وكالة "فرانس برس" إن الحليفين يتمتعان بصداقة طويلة الأمد ستستمر إلى ما بعد الانتخابات.
وقال مفوض الانتخابات في توفالو، توفو بانابا، مساء الجمعة، بعد إغلاق مراكز الاقتراع، إن المشرعين الجدد سيجتمعون الأسبوع المقبل للتصويت لاختيار رئيس للوزراء، في الوقت الذي أبلغه الحاكم العام بذلك، مضيفًا: "ستكون لدينا صورة أوضح بحلول الأسبوع المقبل، حيث نحتاج إلى إحضار النواب المنتخبين إلى الجزيرة العاصمة، من الجزر الخارجية".
ولا يزال إنيلي سوبواجا، المنافس الآخر على القيادة، ينتظر النتائج، والذي كان يدعم في السابق العلاقات مع تايوان، لكنه يريد إلغاء الاتفاق الأمني مع أستراليا. ولا يوجد سوى ما يزيد قليلًا على 6 آلاف ناخب مسجل في البلاد. ومن المفهوم أن الأصوات لا تزال تأتي من جزيرتي فايتوبو ونوكوفيتاو المرجانيتين.
المناخ أكبر الأزمات
ويشكل تغير المناخ موضوعًا رئيسيًا في الانتخابات حيث تواجه توفالو، التي تتألف من تسع جزر، تحديات ملحة حيث تغمر المياه جزرها المرجانية المنخفضة بشكل روتيني. وناشدت الجزيرة الواقعة في المحيط الباسيفيكي المجتمع الدولي مرارًا اتخاذ المزيد من الإجراءات لمساعدة دول جزر الباسيفيك على معالجة تغير المناخ.
كان وزير الخارجية السابق سيمون كوفي، الذي اجتذب عناوين الأخبار العالمية في عام 2021 عندما ألقى خطابًا أمام قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ وهو واقفًا في الماء، لتسليط الضوء على محنة الدولة المنخفضة، احتفظ بمقعده في البرلمان لصالح فونافوتي.