الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الخنق بالنيتروجين.. طريقة جديدة للإعدام في الولايات المتحدة

  • مشاركة :
post-title
غرفة إعدام في الولايات المتحدة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

نفذت ولاية ألاباما الأمريكية، أول حكم إعدام معروف في الولايات المتحدة، بغاز النيتروجين، مساء أمس الخميس.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الحكم تم تنفيذه على كينيث يوجين سميث، وهو سجين صدر بحقه حكم بالإعدام، لدوره في جريمة قتل قبل أكثر من 30 عامًا.

الإعدام بالنيتروجين

وأثناء عملية الإعدام، يستنشق الشخص غاز النيتروجين من خلال قناع الوجه ما ينتج عنه الوفاة بسبب نقص الأكسجين.

ونقلت شبكة" سي إن إن" عن أستاذ الجراحة في كلية الطب بجامعة ولاية أوهايو، الدكتور جوناثان جرونر، إن هذه العملية تؤدي بشكل أساسي إلى تعطيل الجهاز التنفسي.

وأشار بعض المسؤولين إلى أن الشخص من المحتمل أن يفقد وعيه بعد وقت قصير من هذا الإجراء، مما يجعله أكثر إنسانية من طرق الإعدام الأخرى. ومع ذلك، قال الأطباء إنهم لا يستطيعون تحديد ما إذا كان الشخص سيفقد وعيه أو متى سيفقد وعيه عند تعرضه لتركيزات عالية من غاز النيتروجين.

ويلفت أطباء إلى أن نقص الأكسجين يمكن أن يؤدي إلى نوبات، والتي لوحظت لدى المرضى الذين يعانون من نقص الأكسجين، وأن هناك أيضًا احتمال أن يتقيأ الشخص الذي يتم إعدامه بهذه الطريقة في القناع، مما قد يسبب الاختناق إذا تم استنشاقه إلى الرئتين.

وكانت محكمة قضت في عام 1996 بإعدام سميث، بسبب تورطه في "قتل مأجور"، قبل ثماني سنوات. وكان من المفترض أن يتم إعدامه بحقنة مميتة في عام 2022. غير أن مسؤولي السجن لم يتمكنوا من حقن الإبرة الضرورية في ذراعه. وبعد عدة ساعات قضاها مقيدا بطاولة الإعدام، تم إعادته إلى زنزانته.

ورفضت المحكمة العليا الأمريكية وقف إعدام سميث باستخدام غاز النيتروجين. ويسمح "بروتوكول عمليات الإعدام" الذي تمت الموافقة عليه في ألاباما، باستخدام غاز النيتروجين للخنق، وتصف الولاية بروتوكولها الجديد بأنه "طريقة الإعدام الأكثر إنسانية والأقل ألمًا التي عرفها الإنسان"، إذ تطرح هذه الطريقة كبديل أبسط للإعدام بالحقن القاتلة.

وسبق إعدام سميث بالنيتروجين، تحذيرات من خبراء تابعين لمنظمة حقوق الإنسان من خطر استخدام هذه الطريقة قائلين: "نحن قلقون من أن يؤدي نقص الأكسجة في النيتروجين إلى وفاة مؤلمة ومهينة".

وحذر الخبراء من أن عمليات الإعدام التجريبية عن طريق الاختناق بالغاز (مثل نقص الأكسجة في النيتروجين) من المرجح أن تنتهك الحظر المفروض على التعذيب وغيره من العقوبات القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة.

وأشار الخبراء إلى أن العقوبات التي تسبب ألما أو معاناة شديدة، بخلاف الأضرار المتأصلة في العقوبات القانونية، من المحتمل أن تنتهك اتفاقية مناهضة التعذيب التي تعد الولايات المتحدة طرفًا فيها.

الحقنة المميتة

وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها طريقة إعدام جديدة في الولايات المتحدة منذ إدخال الحقنة المميتة، التي أصبحت الطريقة الأكثر استخدامًا، في عام 1982.

والإعدام بالحقنة المميتة يعد أسلوبًا تستخدمه عدد من الولايات التي تعتبر عقوبة الإعدام قانونية، ولكن واجهت انتقادات عدة بسبب المحاولات الفاشلة الكثيرة التي نتجت عنها، وفي الآونة الأخيرة أصبحت قدرة ولاية ألاباما على تنفيذ عمليات الإعدام بفعالية باستخدام الحقنة المميتة موضع تدقيق شديد.

ومنذ عام 2018، أفشلت الولاية 4 محاولات إعدام، مما ترك بعض السجناء على قيد الحياة وأجبرهم على التعامل مع صدمة مواجهة الإعدام مرة ثانية، وكان "سميث" أحد هؤلاء السجناء، وذلك بعد أن فشلت المحاولة الأولى لإعدامه بالحقنة المميتة.

وفي دعوى قضائية قدمها محامو سميث في وقت سابق، ادعوا أنه شعر بألم حاد وشديد طوال محاولة الحقنة المميتة، كما لو أنه تعرض للطعن في الصدر، وفقًا لشبكة "سي بى إس" الأمريكية.

الإعدام في أمريكا

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن في أكثر من مناسبة معارضته لهذه العقوبة، قائلاً إنه يريد إنهاء استخدامها. لكن استطلاع لمعهد "جالوب" أظهر أن 53 في المئة من الأمريكيين يؤيّدون عقوبة الإعدام بحق شخص مدان بالقتل، وهي النسبة الأقل منذ عام 1972.

وأُلغيت عقوبة الإعدام في 23 ولاية أمريكية، بينما علّق حكام ست ولايات أخرى هي أريزونا وكاليفورنيا وأوهايو وأوريجون وبنسلفانيا وتينيسي استخدامها. ولا تزال 24 ولاية أمريكية أخرى تطبق العقوبة الإعدام، وتسمح 3 ولايات أخرى، هي ميسيسيبي، وأوكلاهوما، ويوتا، لفرق متخصصة بتنفيذ عمليات الإعدام للسجناء، الذين تقضي المحكمة بتطبيق هذه العقوبة بحقهم.

وتنفذ الولايات المتحدة، عقوبات الإعدام باستخدام الحقن القاتلة، وكرسي الكهرباء، وغرف الغاز، والشنق، والرمي بالرصاص.