الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الاستثنائية كوثر بن هنية.. أول مخرجة عربية تنافس مرتين في الأوسكار

  • مشاركة :
post-title
المخرجة كوثر بن هنية

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

تتضمن ترشيحات جوائز الأوسكار للأفلام الوثائقية الطويلة هذا العام عددًا من أبرز صانعي الأفلام أصحاب الرؤي المثالية والفريدة، منهم المخرجة التونسية كوثر بن هنية، بفيلمها Four Daughters "بنات ألفة"، الذي يسجل حضورها الثاني في حفل الجوائز السنوي.

بهذا الإنجاز تعد كوثر بن هنية أول مخرجة عربية تصل مرتين إلى جوائز الأوسكار، الرقم ذاته الذي سبق أن وصل إليه المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، إذ ترشح مرتين بفيلمي "الجنة الآن"، و"عمر"، فيما يبقى الرقم القياسي لأكثر مخرج عربي وصولًا للقائمة القصيرة بجوائز الأوسكار مُسجلًا باسم الجزائري رشيد بوشارب بـ3 ترشيحات عن أفلامه "غبار الحياة، انديجان، وخارجون عن القانون".

درست المخرجة والكاتبة التونسية كوثر بن هنية، السينما في تونس وأكملت دراستها في باريس، وأخرجت فيلمها القصير الأول "لا بريش" عام 2004، ثم "أنا وأختي والشيء" عام 2006، و"يد اللوح" عام 2013، و"بطيخ الشيخ" عام 2018، بينما في عام 2014، أخرجت فيلمها الروائي الأول "شفرة تونس"، ثم بعد ذلك بعامين أخرجت فيلمها الوثائقي "زينب تكره الثلج".

الوصول الأول إلى جوائز أوسكار للمخرجة كوثر بن هنية، كان رفقة جوهرتها "الرجل الذي باع ظهره"، الذي نافس بفئة أفضل فيلم أجنبي بالدورة رقم 93، رغم افتقاده إلى وسائل الدعاية والحملات التي تسبق اختيارات الأفلام، التي تُسهم بشكل كبير في تعزيز فرص المنافسة، الأمر الذي وصفته المخرجة في حوار لموقع "Awards Daily" المتخصص في تغطية سباق الأوسكار بالمفاجأة، إذ قالت: "لم ننفق المال في حملة لإدراج الفيلم بالقائمة المختصرة، لم أكن أتوقع ذلك، فالكثير من صناع السينما العالمية لديهم هذه الآلات الضخمة التي تعمل لصالحهم في التسويق والعلاقات العامة.

تناقش كوثر بن هنية في أفلامها موضوعات ذات شأن عربي وتطرق إلى مناطق جريئة بأسلوب مميز، إذ تدور أحداث فيلمها "الرجل الذي باع ظهره" حول سام علي (يحيى مهايني)، شاب أجبر على الفرار من سوريا، وفي أثناء وجوده بلبنان، يُعرض على اللاجئ صفقة لوشم ظهره بواسطة جيفري جودفروي (كوين دي بو)، وهو فنان معاصر عالمي مشهور، ويصبح جسد سام حرفيًا سلعة ثمينة وهو يتصارع مع معنى أن تكون حرًا، وشارك في بطولة الفيلم النجمة مونيكا بيلوتشي في دور ثريا، المساعدة لجيفري.

المخرجة التي تعيش في باريس استلهمت فكرة الفيلم في أثناء جولتها بمتحف اللوفر، إذ شاهدت لوحة لفنان ويم ديلفوي على ظهر شاب يدعي تيم شتاينر، ونجحت المخرجة في الوصول بهذا العمل الروائي إلى الأوسكار، بعد عدم تمكنها في المرة الأولى من تحقيق هذا الحلم بفيلمها "الجميلة والكلاب" الصادر عام 2017، إذ رشحته الدوائر السينمائية في تونس للأوسكار لكنه لم يكمل المشوار، بسبب عرضه في وقت متأخر للغاية، بعد مرور عام على إصداره في الولايات المتحدة الأمريكية.

فيلم "بنات ألفة"

أما فيلمها "بنات ألفة" الذي حقق وصولها الثاني إلى جوائز الأوسكار، سبق له أن توج بجوائز في مهرجانات عالمية، منها جائزة "العين الذهبية" في مهرجان كان السينمائي الدولي، الذي شهد حصوله أيضًا على جائزة "السينما الإيجابية" و"تنويه خاص" من لجنة جائزة الناقد فرنسوا شالي.

وبهذه الجوائز أدرجت كوثر بن هنية اسمها كواحدة من أبرز المخرجين العرب، الذين سجلوا حضور متعدد وقوي بمهرجان كان السينمائي، إذ سبق أن شاركت في المهرجان ذاته بفيلم "الجميلة والكلاب"، بقسم "نظرة ما" عام 2017، كما شاركت المخرجة من قبل بفيلمها "الرجل الذي باع ظهرة" في الاختيار الرسمي لمسابقة Orizzonti بمهرجان فينيسيا.

وضعت كوثر بن هنية اسمها ضمن قائمة من المخرجات العرب اللائي نجحن في إثبات أنفسهن بالمحافل السينمائية الدولية، ما دعا موقع IMDB المتخصص في السينما لوصفها بالمخرجة الاستثنائية البارعة التي يحظى عملها الرائد بإشادة دولية.