الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قبل 50 عاما.. بنجلاديش تحقق في تهريب أطفال الحرب إلى هولندا بـ"الاحتيال"

  • مشاركة :
post-title
جواز سفر أحد أطفال التبني في هولندا

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

ضجة كبيرة أحدثتها تحقيقيات الشرطة حول عمليات تبني لـ"أطفال الحرب" في بنجلاديش، حيث تم تبنيهم في الخارج دون موافقة أمهاتهن في حادثة تعود لما يقرب من 50 عامًا.

فتح تحقيق

بدأت الشرطة في بنجلاديش تحقيقًا في مزاعم لسنوات، بأن الأطفال تم تبنيهم في الخارج دون موافقة أمهاتهم، بعد تحقيق أجرته صحيفة "الجارديان" البريطانية في عمليات التبني إلى هولندا في سبعينيات القرن العشرين.

وأكد الفرع الخاص لبنجلاديش في العاصمة دكا، أنه فتح تحقيقًا في الظروف المحيطة بتبني عدد من الأطفال بين عامي 1976 و1979. وهذه هي المرة الأولى التي تحقق فيها الشرطة في مزاعم حول أطفال تم استدراجهم من الأمهات باستخدام تكتيك يعرف باسم "احتيال المدارس الداخلية"، حيث تم توفير مأوى مؤقت لأطفال العديد من العائلات لتجد أنهم تم تبنيهم في الخارج دون موافقتهم.

أطفال الحرب

بدأ التبني الدولي من بنجلاديش بعد فترة وجيزة من نهاية حرب التحرير عام 1971، عندما ولد آلاف الأطفال لناجيات من الاغتصاب. ونتيجة لذلك، أدخلت الحكومة تشريعًا طارئًا يسمح للأجانب بتبني "أطفال الحرب"، الذين تركوا في دور الأيتام في جميع أنحاء البلاد. وفي العقد التالي، حدثت الآلاف من عمليات التبني بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب.

وفي عامي 1976 و1977، زعم عدد من الأمهات البنجلاديشيات من منطقة تونجي في دكا أنهن تعرضن للخداع للتخلي عن أطفالهن للرعاية المؤقتة في دار محلية للأطفال وأن أطفالهن قد تم تبنيهم في هولندا دون موافقتهن.

وقال النائب الخاص تحسين معروف حسين مشفي لصحيفة "ذا جارديان": "إن تسليط الضوء على هذه المسألة قد أشعل إحساسًا عميقًا بالمسؤولية. نلتزم بإجراء تحقيق عادل ونزيه. وكتبت سعيدة منى تسنيم، المفوضة السامية لبنجلاديش لدى المملكة المتحدة، إلى وزير خارجية البلاد أبو الكلام عبد المؤمن، في أغسطس 2023 للفت الانتباه إلى حقيقة أن الجارديان ستنشر قريبًا عددًا من البودكاست والمقالات حول هذه الادعاءات وتطلب منه النظر في الأمر. 

ضحايا التبني

أجرت "ذا جارديان" مقابلات مع العديد من المتبنين الذين يعتقدون أنهم سرقوا من عائلاتهم في بنجلاديش، والأمهات المسنات اللواتي يدعين أن أطفالهن أخذوا دون موافقتهم وما زالوا يأملون في لم شملهم معهم.

وكانت "كانا فيرهول"، وهي هولندية من بنجلادش، أول شاهد تستجوبه الشرطة، والتي صرحت أنه: "لقد غضت الدولة الهولندية الطرف عن هذه الادعاءات لفترة طويلة جدًا"، آمل أن تتعاون بنجلاديش، مسقط رأسي، مع المتبنين وأن تمنحنا إمكانية الوصول إلى الدعم والمعلومات اللازمة لاستعادة هوياتنا ولم شملنا مع عائلاتنا".

تم إحضار "فيرهول" إلى هولندا عندما كانت طفلة ووصفت في أوراق تبنيها بأنها يتيمة. ولكن عندما شرعت في البحث عن عائلتها البيولوجية في بنجلاديش، اكتشفت أن الكثير مما اعتقدت أنها تعرفه عن ماضيها كان خاطئًا.

وفي تونجي، كان هناك رد فعل مختلط بين الأمهات، اللواتي شعرن لفترة طويلة جدا بأن السلطات خذلتهن. وصرحت نور جهان التي فقد طفلها في أواخر السبعينات: "أريد أن أصدق أن هذه أخبار جيدة وأنه ستكون هناك عدالة ولكن ماذا يعني ذلك بعد الآن؟ لقد مر ما يقرب من نصف قرن وما زلت لم أستطع استعادة طفلي وإلى أن يتم لم شملنا، لا يمكن أن تكون هناك عدالة في عيني".